فى تاريخ الامم جدل قديم حول علاقة العقل بالعلم وحول القدر المطلوب من كل منهما للابداع والانجاز المتفوق,وكثيرا ما كانت ترجح كفة الذين يقدمون العقل على العلم , وربما كان ذلك بسبب الاعتقاد بامكانية الحصول عى العلم ويسر ذلك على حين ان الموهبه والذكاء من الامور التى لا يمكن اكتسابها
وعزز من مكانة المقدمين للعقل تعاظم نفوذ المنطق اليونانى فى العديد من علوم الثقافه الاسلاميه والذى ينظر اليه على انه انجاز عقلى محض . وقد وصل الامر الى النظر الى تفضيل العلم على العقل على انه اتجاه سوقى لا يليق بمثقف رصين!!!
واعتقد ان ذلك الجدل سيظل قائما وسيظل حسمه صعبا ما دام الغموض والالتباس يلف نظرتنا لطبيعة العقل وطبيعة عمله وطبيعة علاقته بالخبرة والمعرفه . ومع ان كل هذا لم يتضح بالقدر الكافى الذى يتيح لنا الشعور باننا نقف على ارض صلبه الا انه من الممكن ان نبلور بعض العلامات التى تساعدنا على السير فى هذا الطريق الشائك ولعل منها الاتى
1: ليس هناك خلاف معتبر فى ان الانجاز العالى والمتقدم جدا يفتقر الى الذكاء والعلم معا .
الخيال الخصب ينقلنا الى خارج حدود الخبره او يضعنا على الاقل على حافتها والقدره العاليه
على التحليل والتركيب تمكننا من القيام بعملية (خض) واسعة النطاق للمعرفة المتحصلة لدينا
. وذلك الخض هو الذى يمكننا من تنظيم تلك المعرفه واستثمارها فى الوصول الى شىء جديد
الذكاء العالى والعقل المتوهج يصدر ومضات ابداعيه فذه تمكننا من تعرف بداية طريق لم يسلك من قبل , لكن السير المظفر حتى بلوغ الغايه لا يمكن ان يكون من غير بحث وعلم بالدقائق والتفاصيل . وهذا هو الذى يفسر الوضعيه العالميه السائده اليوم . فمع ان البارىء سبحانه وتعالى وزع الذكاء على الامم والشعوب وليس الافراد بالتساوى الا ان الامم التى استطاعت توليد المعرفة الثرة هى التى تبدع وتخترع اليوم
الذكاء من غير معرفه ملائمه قليل الجدوى وعقل متوسط مع امكاناته مع معرفه جيده وبيئه علميه ومناسبه يمكن من غير شك صاحبه من التفوق والنجاح والتميز

********