بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
على المسلم أن يسارع في فعل الخيرات , لأن المرء لايدرى أيعيش للغد أم لا
وكان موسى عليه السلام قد ضرب المثل في ذلك
قال تعالى حكاية عن موسى عليه السلام كما جاء في سورة طه (وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ0قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ)

يقول بن كثير
لما سار موسى عليه السلام ببني إسرائيل بعد هلاك فرعون، وواعد ربه ثلاثين ليلة ثم أتبعها عشراً فتمت أربعين ليلة، أي يصومها ليلاً ونهاراً، وقد تقدم في حديث الفتون بيان ذلك، فسارع موسى عليه السلام مبادراً إلى الطور، واستخلف على بني إسرائيل أخاه هارون، ولهذا قال تعالى: { وما أعجلك عن قومك يا موسى . قال هم أولاء على أثري} أي قادمون ينزلون قريباً من الطور، { وعجلت إليك رب لترضى} أي لتزداد عني رضا،
ويقول الشيخ الشعراوى
فموسى عليه السلام يقول: { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } [طه: 84] ترضى أن منهجك يُطبِّق من جهتي كرسول مؤتمن عليه، ومن جهة قومي؛ لأنهم حين يروني قد تعجلت للقائك في الموعد يعلمون أن في ذلك خيراً لهم، وإلا ما سبقتهم إليه. وبذلك يسود منهج الله ويُمكَّن في الأرض، وإذا ساد منهج الله رضي الله. عن خليفته في الأرض
ويقول تعالى عن أنبياء الله عليهم السلام
إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) سورة الانبياء
يقول الطبري
وَقَوْله : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات } يَقُول اللَّه : إِنَّ الَّذِينَ سَمَّيْنَاهُمْ - يَعْنِي زَكَرِيَّا وَزَوْجه وَيَحْيَى كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات فِي طَاعَتنَا , وَالْعَمَل بِمَا يُقَرِّبهُمْ إِلَيْنَا .وَقَوْله : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات } يَقُول اللَّه : إِنَّ الَّذِينَ سَمَّيْنَاهُمْ - يَعْنِي زَكَرِيَّا وَزَوْجه وَيَحْيَى كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات فِي طَاعَتنَا , وَالْعَمَل بِمَا يُقَرِّبهُمْ إِلَيْنَا .
فيا أخى سارع بفعل الخيرات حتى تنال رضا خالقك وهذا هو غاية المراد من رب العباد
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم