علاج مشكلة عدم الثقة بالنفس ، اسباب مشكلة عدم الثقة بالنفس
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عدم الثقة بالنفس وضعف في الشخصية من المشاعر الإنسانية المريرة الشعور بالعزلة والوحدة وهو شعور قاس إذا كان شعور ذاتي يشعر به الفرد وهو في وسط الزحام أو مجموعة من الأصدقاء حيث تشغله أفكار وهموم تبعده عن الاختلاط مع أقرانه وغالبا ما تبدأ المعاناة فى مرحلة الطفولة .
* ـ سئل نـــابليـــــون :
كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك .؟!
فأجاب : كنت أرد على ثلاث بثلاث ؟؟
- من قال لا أقدر ... قلت له ... حاول .
- من قال لا أعرف ... قلت له ... تعلم .
- من قال مستحيل ... قلت له ... جرب .
كلمات بسيطة وسهلة ولكنها ذات تأثير كبير في النفس فقط نحن محتاجون للإيمان بمدى تأثير هذه الكلمات فهل سنحاول ونتعلم ونجرب ؟؟

* ـ ما هي الثقة بالنفس ؟؟
اساس الثقة بالنفس هو الاحترام، احترامك لذاتك. كلما كان احترامك لذاتك اكبر كلما كانت ثقتك بنفسك اكثر. انه من السهل ان تستدرجك مشاعرك لتشعر بالقلق وعدم اهمية نفسك وبهذا تقلل او تفقد احترامك لذاتك .
وهى عملية توافق وانسجام وتوازن بين ثلاثة أبعاد للشخصية وهي رؤية الشخص لنفسه، ورؤية الآخرين له، وكما هو على حقيقته، فإن رأى الشخص نفسه، أو شعر بذاته أكثر من حقيقته وأكثر مما يراه الناس أصابه الشعور بالعظمة وما يصاحبه من غرور وتعالي .
وإن رأى الشخص نفسه وشعر بذاته أقل من حقيقته أصابه الشعور بالنقص والدونية وما يصاحبه من قلق وخجل، فالثقة بالنفس إذن فضيلة تقع وسطاً ما بين طرفين نقيضين من الرذائل. هما الشعور بالعظمة والشعور بالنقص، بين الغروروالضعة .
والثقة بالنفس أحد عوامل أو مظاهر الصحة النفسية للفرد فتربية الطفل منذ الصغر وغرس ثقته بنفسه عبر تفاعل شيئين أساسيين هما العوامل الوراثية والعوامل البيئية، تجعل منه شخصية قوية الإرادة، مستقلة التفكير، حرة الاختيار، تجعل من الشخص مستقبلاً .
وعبر مراحل النمو إنساناً سوياً يرفض التبعية والاتكالية والاعتماد على الآخرين في اتخاذ القرار، ولعلّ المجتمعات العربية اعتبرت من صنف التبعية الفكريّة للقوى الكبرى، نظراً لاعتماد أفرادها على الآخرين .
والفشل في الاستقلال الفكري الذي يجعلها في مصاف الدول المتقدمة وتكوين النفس واحدة من أفضل وسائل الدفاع الذاتية التى يكونها الشخص لعلاج حالات الإحباط التى من الممكن أن تنتابه لما يتعرض له فى الحياة من أزمات وضغوط .
* ـ السلبيات المترتبة على انعدام الثقة بالنفس :
الأرق : يشعر الطفل بالقلق وعدم القدرة على النوم الهاديء لأنه يهاب الاجتماع بالناس وفي نفس الوقت يخشى الوحدة، فالطفل الذي يحس بالنقص حينما يتذكر موعده الصباحي للذهاب إلى المدرسة والاجتماع بالناس يزداد توتره وإحساسه بالخوف فيضطرب أكثر ولهذا تراه رغماً عنه يقاوم الشعور بالنوم لأنه فريسة للوساوس والمخاوف .
الأنانية : تعتبر الأنانية من الأعراض العامة للشعور بالنقص، فالشخص الذي يشعر بالنقص ((له منطق خاص به)) فيسعى على فرضه على من يعيش حوله ويشعر بالمرارة والتعاسة لما يعانيه من نقص ولذلك يضفي هذه المرارة على معاملته لغيره ويرثي لنفسه ويجعل جلّ تفكيره حولها بفضل مصلحته حتى إذا ما تعارضت مع مصالح الجماعة ويحارب من حوله بطريقة شعورية أو لا شعورية ظناً منه أنهم يهددون مركزاً يعرض عليه رغم اقتناعه بأنه ليس أفضل من يصلح له، أو أنهم يحاولون حرمانه من متعة أو مغنم من مغانم الدنيا .
الاكتئاب : هو أحد مظاهر الشعور بالنقص عند الطفل لأنه في هذه الحالة يجد نفسه محاطاً بعالم خاص به ووحدة وانطواء، وعدم قدرة على التكيف مع الآخرين ناهيك عن إحساسه بأن الآخرين يشكلون خطراً عليه لأنهم سيلاحظون هذا العيب أو النقص الذي يشعر به كما يصوره له خياله الواهم .
أحلام اليقظة : هي المتنفس للطفل الذي يعاني من هذا الشعور المرير إذ تراه يحقق في خياله وأوهامه آمالاً وأحلاماً عجز عن تحقيقها في أرض الواقع، والخيال هو الطريقة السليمة والممكنة بالنسبة له لإشباع النقص الذي يشعر به .

الطفل الذي يشعر بالنقص غالباً ما يكون عصبياً، انفعالياً غير مستقر، متشنجاً في المواقف، يتوقع دائماً خطراً وهمياً، حاد الطبع، متقلب المزاج، سوداوي النظرة .
بعض الأطفال ممن يعانون هذه العقدة يتظاهر أحدهم بالتعالي والتكبر والغطرسة ويسرد قصصاً وهمية لأعمال وبطولات ينسبها لنفسه للفت الأنظار إليه، بل ينسب إلى نفسه أشياء قد تكون خاصة بغيره .
والطفل الذي يعاني من هذه العقدة إنسان حقود، عدواني، يزعج الآخرين ويوقع الناس في فتن وأقاويل يثيرها ويبتكرها، ويقلل غالباً من نجاح الأطفال المميزين ويثير عليهم الإشاعات والأفعال السيئة لتشويهم صورهم أو التندر عليهم وإثارة ضحك الناس عليهم.