طرق التغلب على الفشل ، كيفية تجنب الفشل
بقلم: هايدي غرانت هال فورسن(*)

إنّ طريق الفشل معبّدة بالنوايا الحسنة. وإذا ما نظرتم جيّداً إلى زملائكم لوجدتم العديد من ذوي الانطلاقة الجيدة - حيث يبدؤون في مساعيهم الجديدة بحماسة أو على الأقل بالتزام لتنفيذ العمل المطلوب منهم. ومن ثم يطرأ حدثٌ ما. وفي مرحلةٍ من المراحل، يفقدون زخمهم ويخرج المشروع عن مساره.

هل أي من هذه الأمور يبدو مألوفاً بالنسبة إليكم؟ أو ربما حتى مألوفاً إلى حدٍّ كبير؟ وإن كنتم من ذوي الانطلاقــــة الجيدة وإنمـــــا من ذوي الختام الفاشل فتلك مشكلة شائعة تواجهكم.

فسرّ ذوي الختام الناجح يكمن في البقاء محفزين منذ بداية المشروع وحتى نهايته. وقد كشفت الأبحاث التي أُجريت مؤخراً في هذا الإطار عن الأسباب التي قد تجعل من هذه المسألة أمراً صعباً وعن إستراتيجيةً فعالةً وبسيطةً قد تسمح بإبقاء مستوى التحفيز لديكم عالياً.

وفي سياق الدراسات التي أجراها مؤخراً العالمان النفسيان مينجونغ كو وأيليت فيشباك من جامعة شيكاغو، تمت مراقبة كيفية تأثّر الأشخاص الساعين خلف أهدافهم بتركيزهم إما على المدى الذي قطعوه في إنجازهم (التفكير إلى حدّ الآن) وإما على ما لا يزال عليهم القيام به (التفكير في الآتي).

وفي العادة، يلجأ الناس إلى هذين النمطين من التفكير من أجل تحفيز أنفسهم، مع العلم بأنّ التفكير كثيراً بمدى الإنجازات الذي حققوها قد يقوّض فعلياً حماستهم لإيصال مشروعهم إلى خط النهاية.

إلى ذلك، لفتت دراسات كو وفيشباك إلى أننا عندما نتطلّع إلى أي مدى قد وصلنا في سعينا نحو أهدافنا، يختلجنا شعور سابق لأوانه بأننا قد حققنا شيئاً ونميل إلى إبطاء خطواتنا. وعندما نركّز على ما قد سبق لنا أن حققناه، نميل أكثر إلى محاولة إحلال «التوازن» عن طريق إحراز التقدّم في أهداف أخرى مهمة.

أما عندما نركّز على المدى الذي لا يزال علينا إنجازه (التفكير في الآتي)، لا تدوم حماستنا فحسب بل تتعزز. ونرى أنّ هذا الأمر له علاقة بشكل أساسي بالطريقة التي تتفاعل بها عقولنا، حيث إنّ التفكير في الآتي يساعدنا على ضبط الفوارق القائمة بين النقطة التي نقف عندها الآن والنقطة التي نرغب في بلوغها. وإنّ العقل يتفاعل مع هذه الفروقات من خلال إغراق المشكلة بمصادر حلول.