سوسيولوجيا

سوسيولوچيا (او سوسيولوچى; انجليزى: sociology, او علم الاجتماع (انجليزى: social science) هو العلم الذي يدرس المجتمعات و القوانين التي تحكم تطوره و تغيره. ترجع اصول علم الاجتماع لعصور قديمه ففى اليونان حاول ديمقريطس و ارسطو و افلاطون و لوكريتيوس تفسير اسباب التغيرات الاجتماعية، و القوى التي تحرك حياة الناس و اصل الدوله و القانون و السياسه. ونجد فى كتابات إبن خلدون و توما الاكوينى و مكيافيللى و مونتينى و اسبينوزا و هيوم و لوك و جان جاك روسو و هيجل عناصر مهمه فى دراسة المجتمع. كلمة سوسيولوجي كلمة استخدمها اوجست كونت. و ان اوجست كونت استبدل علم الاجتماع باسم السوسيولوجيا.

هنالك علماء اجتماع يعتبرون علم الاجتماع مرتبط جداً بالفلسفه التي تحدد اتجاهه و طرق بحثه و استنتاجاته، إلا أن علم الاجتماع يتجه فى هذا الوقت للدراسات الميدانية و التجريبية و لم يعد مقتصراً على التأملات الفلسفية. فى معظم جامعات العالم علم الاجتماع يدرّس كمادة علمية مستقلة لها كلياتها الخاصة.

والحقيقة أنَّ العلوم الانسانية التي انفجرت فيها المعرفة قريبًا كعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم تدبير المنزل وعلم القانون إنما هى ترجع فى اصولها الى الفلسفة الأرسطية ثمَّ ما زاد عليه الفلاسفة الاسلاميين كالفارابي واين سينا وابن رشد، وغيرهم.

فمن أراد معرفة هذه العلوم تأصيلًا وتفريعًا، ثمَّ الإبداع العلمي فيها فلا بُدَّ السير فى عدَّة مراحل: 1- أن يعلم لنظريات الانسانية ويربطها بأصولها الفلسفية. 2- ثمَّ يعلم ما بناه المعاصرون على هذه الفلسفة. 3- ثم يعرف صحيح هذه الاصول الفلسفية من سقيمها، وذلك بالرُّجوع الى عباقرة نُقَّاد المسلمين الَّذين بيَّنوا مخالفة هذه الاصول للشرع او موافقتها له؛ كأمثال العبقري الفذ الكبير احمد بن تيميّة الحنبلي الدمشقي فى كتاباته الكثيرة فى نقد اصول الفكر الفلسفي. لكن الفلسفة والعلوم الحديثة تعتمد منهجا ومنطقا خاصا بها لا تمثل المعتقدات أحد أضلاعه أو نقاط ارتكازه وتفسيرات ابن تيمية هى تفسيرات على أساس عقدى لا يمكن الأخذ بها فى علم الإجتماع، كما توجد العديد من التأويلات لنفس النص المعتقدى دائما، لذلك لا ينبغى أن نتعامل مع العلوم الإنسانية والتجريبية بمنطق الرفض والقبول لمجرد أن أحد رجال الدين رفضها أو قبلها، أولا لأن ذلك بتعارض مع روح العلم والديالكتيك الفلسفى، ثانيا لأن ما يرفضه رجل دين سوف يقبله آخر، والعكس صحيح، وحتى لو طبقنا مبدأ الأغلبية أو فى ذلك الأمر، فإيمان الأغلبية بأمر ما لا يعنى بالضرورةأنه أمر صحيح، وفى الوقت الذى كان فيه كل الناس يؤمنون بأن الشمس تدور حول الأرض كان جاليليو وحده يرى العكس، وكان جاليليو على صواب، وكذلك بنطبق الأمر على رجال الدين والفلاسفة وكل الناس فى لأغلبيتهم وأقليتهم. تطور مفهوم السوسيولوجيا كمصطلح مرتبط بعلم الأجتماع كثيراً فى الفترة الاخيرة ليشمل الجانب التجريبي والحقلي للمجتمعات، وعملية المعرفة التي يمر بها المجتمع، وماهية المحركات الرئيسية والمصدرية له ولأفراده، وفي الغالب فإن مفهوم علم الأجتماع هو من المفاهيم المتطورة دائماً والتي تعاني صيرروة فكرية وآيديولوجية من قبل المفكرين وعلماء الأجتماع وذلك لعدة امور منها:- 1) إن المجتمع هو عبارة عن افراد وأسر (بتعبير افضل) تعاني تغييراً مستمراً لا يتوقف. 2) متطلبات الفرد فى المجتمع كثيرة والحاجات المتكررة تؤدي الى بروز حاجات اخرى جديدة على المستوى الصحي والمنزلي والمعرفي والثقافي، مما يؤدي الى الحاجة الملحة من قبل علماء الأجتماع لتطوير مفاهيم علم الأجتماع بحسب متطلبات الحاجة. 3) علم الأجتماع اصبح من العلوم التي تدخل فى كثير من الجوانب العلمية والصحية والثقافية لكونه يبحث عملية سير المجتمع نحو هدفة سواء كان سيرة بالأتجاه الصحيح او الخاطأ، وهو بذلك يحاول جعل المجتمع بالمسار الصحيح وفقا لقوانينه ومتبنياته المأخوذة من تجارب المجتمعات السابقة.

وعلم السوسيولوجيا اليوم هو من العلوم المهمة والتي أخذت المجتمعات المتطورة الأهتمام به اكثر من السابق لكونه يساهم مساهمة فعالة فى تتبع مشاكل الفرد والمجتمع وقد يعرض حلوله وبرامجة فى نفس الوقت.

(سجاد الوزان)