حڪم التهنئۃ بقول جمعۃ مبارڪۃ يوم الجمعۃ

السؤال :ما حڪم قول المسلم للمسلم جمعۃ مبارڪۃ في ڪل جمعۃ برسائل الجوال

أو في المنتديات ؟

الجواب : هذا لا أصل لـہ وهو بدعۃ ، ولا يجوز التهنئۃ بيوم الجمعۃ ، هذا لم يرد فيـہ شيء ،

وليس من عمل السلف ، فهو مبتدَع ، والمبتدعۃ يستغلون الآن الجوالات والإنترنتات

على ما يذڪرون ويستعملونها لترويج البدع بهذه الطريقۃ . فضيلۃ الشيخ صالح الفوزان

وسُئِلَ فضيلۃ الشَّيخ العلاَّمۃ / أحمد بن يحيىٰ النجمي ــ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ــ:

أحسن اللهُ إليڪم؛ يقولُ السَّائل: كَثُرَ تدوال ڪلمۃ « جمعۃ مُبارڪۃ » هل هٰذا جائز ؟

فأجاب بقولـہ : لم نعرف هـٰذا عَنِ السَّلف. نعم.اهـ. وسئل الشيخ العالم عبد المحسن العبّاد:

السؤال: بناء على أن يوم الجمعۃ يوم عيد هل يجوز التهنئۃ فيـہ ڪأن يقال : جمعۃ مبارڪۃ

أو جمعۃ متقبلۃ؟

الجواب : (واللـہ ما نعلم شيئا يدل على هذا ، أما بالنسبۃ لعيد الفطر ، والعيدين فقد جاء عن

الصحابۃ أنـہ ڪان إذا لقي بعضهم بعضا قال: "تقبل اللـہ منا ومنڪم" أو "تقبل اللـہ طاعتڪم")اهـ.

شرح سنن ابن ماجـہ. شريط (84). وسئل سماحۃ الشيخ العالم مفتي المملڪۃ الشيخ عبد العزيز

بن عبد اللـہ آل الشيخ: السؤال: ما حڪم قول جمعۃ مبارڪۃ؟

الجواب : (ما لها أصل ،يبثون في الجوال يوم الجمعۃ: "جمعۃ مبارڪۃ" ، هي الجمعۃ مبارڪۃ

بلا شڪ ، وأن اللـہ تعالى خصنا بـہ، وقد أضل عنـہ اليهود والنصارى ، لڪن التهنئۃ به ڪل

جمعۃ ما أعلم لـہ أصلا) اهـ. وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمـہ اللـہ حڪم قول جمعۃ

مبارڪۃ في ڪل جمعۃ الحمد للـہ والصلاۃ والسلام على رسول اللـہ وعلى آلـہ وصحبـہ،

أما بعـد:

فالتزام قول المسلم لأخيـہ المسلم بعد الجمعۃ أو ڪل جمعۃ ( جمعۃ مبارڪۃ ) لا نعلم فيـہ

سنۃ عن رسول اللـہ صلى اللـہ عليـہ وسلم ولا عن صحابتـہ الڪرام، ولم نطلع على أحد من

أهل العلم قال بمشروعيتـہ، فعلى هذا يڪون بهذا الاعتبار بدعۃ محدثۃ لا سيما إذا ڪان

ذلڪ على وجـہ التعبد واعتقاد السنيۃ، وقد ثبت عن النبي صلى اللـہ عليـہ وسلم أنـہ قال:

من عمل عملا ليس عليـہ أمرنا فهو رد . رواه مسلم والبخاري معلقا، وفي لفظ لهما: من أحدث

في أمرنا هذا ما ليس منـہ فهو رد . وأما إذا قال المسلم لأخيـہ أحيانا من غير اعتقاد لثبوتها

ولا التزام بها ولا مداومۃ عليها، ولڪن على سبيل الدعاء فنرجو أن لا يڪون بها بأس، وترڪها

أولى حتى لا تصير ڪالسنۃ الثابتۃ.. وانظر الفتوى رقم : 10514 ، والفتوى رقم : 19781 .







* توضيح هام: طرحت هذا الموضوع لـ تحذير من الوقوع في البدعۃ, وليس لـ محاسبۃ

الناس على نياتهم .




الحديث يدل بعمومـہ على أن أي عمل يخالف السنۃ، ويڪون مبنياً على بدعۃ؛ لا عبرۃ بـہ ولو

ڪان قصد صاحبـہ حسناً، فلا يڪفي في العمل أن يڪون قصد صاحبـہ حسناً، بل لا بد مع

حسن القصد أن يڪون على وفق السنۃ، وإلا ڪان مردوداً؛ لعموم قولـہ صلى اللـہ عليـہ

وسلم: (من أحدث في أمرنا ما ليس منـہ فهو رد).وبيان ذلڪ أن الرسول صلى اللـہ عليـہ

وسلم ما فصل ولا قال: من ڪان قصده حسناً فحڪمـہ ڪذا، ومن ليس قصده حسناً

فحڪمـہ ڪذا، بل عمم وأطلق فقال: (من أحدث في أمرنا ما ليس منـہ فهو رد)، وڪثير من

الناس يقدمون على البدع وقصدهم حسن، ولڪن حيل بينهم وبين التوفيق وصرفوا عنـہ، إذ

ليس ڪل من يڪون قصده حسناً يڪون عملـہ مقبولاً، بل لا بد من توافر شرط القبول بأن يڪون

العمل على وفق السنۃ، وقد جاء في السنۃ ما يدل على ذلڪ: وذلڪ أن أحد أصحاب

رسول اللـہ صلى اللـہ عليـہ وسلم ذبح أضحيتـہ قبل صلاۃ العيد، وڪان يريد من وراء ذبحها

في هذا الوقت أن تطبخ، ويڪون اللحم عند الفراغ من صلاۃ العيد جاهزاً، فتڪون أضحيتـہ أول

ما يأڪلـہ الناس وهم بحاجۃ إلى الطعام واللحم، فقصده طيب؛ لأنـہ يريد أن يڪون أسبق من

غيره في تقديم الطعام للمحتاجين، فلما علم الرسول صلى اللـہ عليـہ وسلم بذلڪ قال لـہ:

(شاتڪ شاۃ لحم) يعني: ليست أضحيۃ؛ لأنها لم تقع على وفق السنۃ، والعمل لا بد في

اعتباره أن يڪون على وفق السنۃ، فإذا ذبحت قبل صلاۃ العيد فمعناه أنها ذبحت

في غير وقت الذبح، فلا تڪون أضحيۃ، بل تڪون شاۃ لحم، أي من جنس الذبائح التي

يذبحها الناس ليأڪلوا اللحم، ولا يعتبر ذبحها أضحيۃ وقربۃ وطاعۃ؛ لأن الذبح إنما يبدأ بعد صلاۃ

العيد، ولا يڪون قبل صلاۃ العيد؛ ولهذا روي أن صلاۃ العيد في الأضحى تعجل بعد دخول الوقت

ليتسع للناس وقت الذبح، وصلاۃ عيد الفطر تؤخر شيئاً بعد دخول الوقت ليتسع للناس وقت

إخراج زڪاۃ الفطر؛ لأن أفضل وقت لإخراج زڪاۃ الفطر يوم العيد قبل الصلاۃ، فإذا أخرت

الصلاۃ شيئاً يسيراً بعد دخول وقتها اتسع للناس وقت إيتاء زڪاۃ الفطر.وقد نقل الحافظ ابن

حجر في فتح الباري عند شرح هذا الحديث عن بعض أهل العلم أنـہ قال: وفي هذا دليل على

أن العمل لا يعتبر إلا إذا ڪان موافقاً للشرع، ولا يڪفي حسن قصد الفاعل. يعني: إذا ڪان

قصد صاحبـہ حسناً لا يڪفي لقبولـہ؛ لأن الرسول صلى اللـہ عليـہ وسلم قال لهذا الصحابي:

(شاتڪ شاۃ لحم)، ولم يعتبر حسن قصده.ومما يدل على ذلڪ أيضاً: أن أبا عبد

الرحمن عبد اللـہ بن مسعود رضي اللـہ عنـہ صاحب رسول اللـہ صلى اللـہ عليـہ وسلم بلغـہ

أن أناساً متحلقون في المسجد، وبأيديهم حصى، وفي ڪل حلقۃ شخص يقول لهم: ڪبروا

مائۃ، هللوا مائۃ، سبحوا مائۃ، احمدوا مائۃ، فإذا قال: ڪبروا مائۃ، صاروا يعدون بالحصى: اللـہ

أڪبر، اللـہ أڪبر، مائۃ، ثم يقول: هللوا مائۃ، فيقولون: لا إلـہ إلا اللـہ، لا إلـہ إلا اللـہ، ويعدون

بالحصى مائۃ، ثم يقول: سبحوا، فيقولون: سبحان اللـہ، سبحان اللـہ، ويعدون بالحصى مائۃ،

وهڪذا. فوقف على رءوسهم أبو عبد الرحمن رضي اللـہ عنـہ وقال: ما هذا يا هؤلاء؟! عدوا

سيئاتڪم، فأنا ضامن ألا يضيع من حسناتڪم شيء، إما أن تڪونوا على طريقۃ أهدى مما

ڪان عليـہ أصحاب الرسول صلى اللـہ عليـہ وسلم أو أنڪم مفتتحو باب ضلالۃ!يعني: إما أنڪم

أحسن من أصحاب الرسول صلى اللـہ عليـہ وسلم، وعندڪم طريقۃ أحسن من طريقۃ أصحاب

الرسول صلى اللـہ عليـہ وسلم، أو أنڪم مفتتحو باب ضلالۃ، ففهموا أن الطريقۃ الأولى

لا سبيل لهم إليها، ولا يمڪن أن يڪونوا أحسن من أصحاب الرسول صلى اللـہ عليـہ وسلم،

وبقيت الثانيۃ، وهي أنهم مفتتحو باب ضلالۃ، فقالوا: سبحان اللـہ! يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا

إلا الخير، فقال رضي اللـہ عنـہ: وڪم من مريد للخير لم يصبـہ، ڪم من مريد للخير لم يصبـہ،

ڪم من مريد للخير لم يصبـہ.قال الإمام مالڪ : لن يصلح آخر هذه الأمۃ إلا بما صلح بـہ أولها.

ومعلوم أن أولها -وهم الصحابۃ- إنما صلحوا باتباع الرسول عليـہ الصلاۃ والسلام، والعمل وفقاً

لسنتـہ، مع حذرهم من البدع، ولا يمڪن لغيرهم أن يصلح إلا بسلوڪ هذا المسلڪ الذي

سلڪوه، والمنهج القويم الذي طرقوه.