العودة إلى المدارس أصبحت وشيكة، ومما لا شك فيه أن إحساساً بعدم الرغبة في الذهاب مجدداً للمدرسة يجتاح معظم الطلبة والطالبات. وهذا بالطبع نابع من عدم الارتباط بالمدرسة والاشتياق إليها، بل وكراهيتها ومعها الدراسة والمذاكرة بشكل عام.
فكيف نحب المدرسة، ونشتاق للعودة إليها؟ ليس عليكِ أن تكوني من عاشقات الاستيقاظ المبكر حتى تنهضي بنشاط وحيوية بمجرد سماع رنين المنبه المجاور لفراشك، وتكوني مستعدة للذهاب إلى مدرستك في دقائق قليلة.
ليس شرطاً كذلك أن تكوني من أمهر الطالبات في مدرستك، كي تحبيها وتُقبلي على الذهاب إليها كل يوم دون تذمر. كل ما عليكِ فعله هو أن تفتشي قليلاً بداخلكِ وتبحثي في نفسكِ عن الأمور التي قد لا تنتبهين لها في المعتاد، لكنها كافية جداً- لو انتبهتِ إليها وحرصتِ على فعلها - لحثكِ على حب المدرسة. وإليكِ فيما يلي بعض هذه الأمور:
تعرفي أكثر على المعلمين
أمامكِ فرصة جديدة مع بداية العام الدراسي الجديد لتقعي في غرام مدرستكِ. ابدئي بالتعرف أكثر على مُدرسي صفكِ، تعرفي على بعض المعلومات التي تدلكِ على شخصياتهم، فقد تكتشفين مثلاً أن معلمة الرياضيات التي لا تطيقينها تشترك معكِ في هواية ما، كالرسم أو عزف الموسيقى، وبالتالي يبدأ التواصل بينكما وتمتد حبال الود، وتكف هي عن مضايقتك في الفصل أو تكليفكِ بحل مسائل رياضية صعبة كعقاب لكِ إذا حدث واختلفتِ معها في الرأي. وهنا ستتحول حصة الرياضيات إلى وقت تستمتعين فيه وتستفيدين لأن عقلكِ وقلبكِ سيميلان لتلقي العلم من شخصية محبوبة بالنسبة لكِ كالمعلمة التي أصبحت صديقتكِ.
توقفي عن الإشفاق على نفسكِ واتخذي خطوة إيجابية
هل تهربين من حضور حصص اللغة الإنجليزية كي لا يطالبكِ المعلم بعمل البحث الذي طلبه من زميلاتكِ، وتشعرين بالحزن لأن لغتكِ الإنجليزية ضعيفة ولا يمكنكِ مواكبة ما يتم شرحه في الفصل؟
توقفي عن الهروب من المشكلة وابحثي لها عن حل حاسم. تحدثي مع مدرس الفصل وأخبريه بمشكلتكِ واطلبي منه المزيد من الاهتمام بإعادة شرح بعض الدروس الصعبة لكِ كلما سمح وقته بذلك. أو استعيني بدرس خصوصي أو بمساعدة إحدى الزميلات النابغات. ضعي نفسك في تحدٍ وصممي على تحسين مستواكِ في اللغة الإنجليزية، ولا تتراجعي حتى يتحقق لكِ ما تريدين. وهنا ستقبلين من نفسكِ على حضور الحصص وستتباهين بالبحث الرائع الذي قمتِ بإنجازه بمجهودكِ وإصراركِ.
زيّني مكتبكِ واختاري الأدوات المدرسية المناسبة
إذا كنتِ تجدين المذاكرة وعمل الواجبات أمراً شاقاً على نفسكِ، ولا تجدين ما يجعلكِ تقبلين على إنجاز ما يتوجب عليكِ فعله، وبالتالي تتهربين من الذهاب للمدرسة في اليوم التالي، فحاولي وضع بعض عوامل الجذب التي تفتح شهيتكِ للمذاكرة.
ابدئي بتزيين المكتب الذي تذاكرين عليه بديكورات بسيطة ملونة، وضعي إلى جانب الكتب والكراسات إناء زهور صغير أو إطاراً لطيفاً لصورة تجمعكِ بزميلات المدرسة المقربات إلى نفسكِ. اجتهدي كذلك في اختيار أدواتكِ المدرسية بحيث تحمل صوراً جذابة وتصميمات غير مألوفة بألوان تعشقها الفتيات، كقلم له رأس شخصية كرتونية تحبينها، أو بلوك نوت له غلاف وردي اللون... إلخ.
ابحثي عن زميلة مناسبة لتكون رفيقتكِ الدائمة
المثل الشعبي المصري يقول "الرِجل تدب مطرح ما تحب"، أي ما معناه أن الإنسان يعشق الذهاب إلى مكان ما إذا أحبه وكان به ما يجذبه. وليس هناك ما هو أجمل من زميلة مهذبة لطيفة مخلصة، تكون رفيقة دائمة لكِ في المدرسة وتشارككِ الجلوس على نفس الديسك، وتقاسمكِ الطعام والشراب في وقت الراحة.
احرصي على أن تجدي لنفسكِ مثل تلك الرفيقة التي ستجعلكِ تحبين المدرسة، وتقبلين على الذهاب إليها يومياً لتقابلي صديقتكِ وتستمتعي بصحبتها، وبكل الأشياء المرحة التي يمكنكما فعلها معاً، ومع الوقت لن تجدي الحصص المدرسية ثقيلة على نفسكِ كما كانت في السابق، ولا المواد المختلفة شديدة الصعوبة كما كنتِ ترينها في السابق.
اشتركي في الأنشطة المدرسية
أوجدي لنفسك شيئاً يربطكِ بالمدرسة ويجعلكِ تقبلين على الذهاب إليها، كالالتحاق بالفريق المدرسي المناسب لهوايتكِ المفضلة كالرسم أو الموسيقى أو التمثيل أو الجمباز أو السلة... إلخ. ولا تنسي أيضاً أن التفوق في النشاط الرياضي أو الفني قد يؤهلكِ للحصول على بعض الدرجات الإضافية التي تُحسن أداءك الدراسي ومجموعكِ في نهاية العام.