سيكون الأسهل دائما عند التعرض لمشكلة أو الوقوع في خلاف مع أحد والديك أن تبرزي اتفاقك مع آرائه وأنك تمتثلين لأوامره دون إبداء اعتراض أو التذمر على سطوة الوالد ورغبته غير المبررة أحيانا في تجاهل احتياجاتك وعدم المبالاة برغباتك الشخصية. قد تنبع رغبة والدك في فرض إرادته عليك من خوفه على مستقبلك وخشيته من وقوعك في أزمات أنت في غنى عنها، خاصة مع قلة خبراتك الحياتية وضعف قدراتك على مواجهة المشكلات، وقد تكمن أيضا في عدم تقديره لكونك قد فارقت مرحلة الطفولة وانتقلت إلى مرحلة تتمتعين فيها بقدر أكبر من النضج والفطنة وقوة الشخصية.

ستواجهين مشكلة كبيرة عند إبداء رغبتك في عدم اتباع ما يفرضه عليك الوالدان، وقد يتطور الأمر إلى حد الخلاف الحاد الذي لن يسفر التمادي فيه إلا عن مزيد من التعنت والعناد من قبل الوالدين. مفاتحة الوالدين بعدم قدرتك على مسايرتهما فيما يقترحانه أمر ليس بالسهل، ولكنها وسيلتك المثلى للتحرر من قيودهما واتخاذ الطريق الذي تجدينه الأصلح والأنسب لمرحلتك الراهنة. لن يثمر توسط الأهل والمقربين عن نتيجة مرضية، فربما يجد والداك في ذلك كشفا عن أسرار الأسرة التي لا يرغبان في أن يطلع عليها من هم خارجها.
لا تستسلمي ليأسك من إمكانية إقناع والديك بضرورة منحك فرصة الاختيار، بل تمهلي قليلا واختاري الطريقة الأسلم لذلك، وها نحن نحاول إلقاء الضوء على طرق قد تساعدك على الإعلان عن اختلافك مع والديك في الرأي، مع الاحتفاظ بودهما.
" لا تنسبي الرأي لنفسك
حاولي الإفلات من المسؤولية بادعاء أن أحدا ما أشار عليك بذلك الرأي-كصديق مثلا- أو أخبريهما أنك سبق وأن تأكدت من سلامة ذلك الرأي من خلال تجربة إحدى صديقاتك. لا تظهري أي تعلق بالرأي، وإذا كانت لديك فكرة ملحة فلا تتعمدي إبرازها لعل ذلك يمنح والديك فرصة تأملها لاتخاذ القرار المناسب حيالها. لا تجادلي والديك طويلا إذا ما أصرا على رأيهما واحترمي الرأي، ولكن حاولي الوصول إلى حل وسط.
" احترمي رأي والديك
لا تصري على رأيك بشكل يزعج والديك ويشعرهما بعدم احترامك لرأيهما. لا تنسي أهمية الكلام المعسول وتأثيره الفعال في استمالة والديك وإقناعهما برأيك. ابدِي اعتراضك على رأي والديك بشكل مهذب، فلا تقولي مثلا: "يا لها من فكرة غبية!"،بل قولي: "آسفة،أنا لست مقتنعة بما تقولان"، وحينها سيبدأ حوار هادئ يتبادل الطرفان من خلاله الرأي.
" عبري عن رأيك وشعورك ورغباتك
استخدمي لغة واضحة في التعبير عما يخالطك من مشاعر وما ترمين إليه من أهداف. اذكري سبب إصرارك على فكرته وتعلقك بها. تمادي في إظهار إيجابيات فكرتك، ولا تنسي ذكر تأثيرها على صحتك أو دراستك أو راحتك الشخصية.
" كوني صريحة
تجنبي الكذب عند محاولة إقناع والديك برأيك. إذا ما رفضت ما يطلبانه منك فاختاري عذرا مناسبا للإفلات منه، فمثلا تعللي برغبتك في المذاكرة أو بشعورك بالتعب من أعباء الدراسة المتكررة أو بانشغالك بأنشطتك الرياضية أو الفنية.
" استمعي للرأي الآخر بإمعان ولا تتعجلي بالرفض
تأملي ما يذكره والداك من رأي ولا تتعجلي بالرفض أو الاعتراض إلا بعد تفكير كافٍ فيما يطلبان منك. لا شك أن هذا السلوك سيرضي والديك وسيشعرهما باحترامك لما يقولان. امنعي نفسك من التفكير في أسباب الرفض واسألي نفسك: "لما لا أتبع ما يطلبانه مني؟ لما أصر على ألا أجربه فلعله يفيدني؟". حينها سيبدأ نقاش موضوعي تتأملين خلاله إيجابيات الرأيين وسلبياتهما.
" لا تفقدي هدوءك
الهدوء هو أكثر ما يحتاجه الحوار كي يسير على النحو المطلوب. قد يكون الحفاظ على الهدوء صعبا إذا ما اشتد الجدل، ولكن تأكدي أنه سيكون الطريقة المثلى للتعامل مع ما يوترك.