وفاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ......  21065lzp5u5krh4


[size=24]
[/size]
الوفاء فضيلة عظيمة ترقى بأخلاق المؤمن وتسمو بآدابه ...
فالوفاء عنوان الإخلاص وعنوان الود
وضده الغدر والخيانة

مدح
الله
به نفسه فقال ( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
وقد كان صلى
الله

عليه

وسلم
من أوفى الناس ... كيف لا وهو القائل وإن (حسن العهد من الإيمان )

الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 381
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقد كان وفاؤه صلى
الله

عليه

وسلم
متعدٍ لأزواجه ولأصحابه ولأمته ولبلده
وانظر يا رعاك
الله
كيف كان حسن وفاؤه لخديجة رضي
الله
عنه حيث روى الإمام أحمد عن عائشة رضي
الله
عنها قالت كان
النبي
صلى
الله

عليه
وسلم
كان رسول
الله
صلى
الله

عليه

وسلم
إذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء قالت فغرت يوماً فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدقين قد أبدلك
الله
خيراً منها قال ما أبدلني
الله
خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني
الله
أولادها إذ حرمني أولاد النساء

الراوي: عائشة المحدث: الشوكاني - المصدر: در السحابة - الصفحة أو الرقم: 249
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

بل كان يحسن صلى
الله

عليه

وسلم
إلى امرأة عجوز تأتيهم زمن خديجة رض
الله
عنه
جاءت عجوز إلى
النبي
صلى
الله

عليه

وسلم
وهو عندي فقال لها رسول
الله
صلى
الله

عليه

وسلم
: من أنت ؟ قالت : أنا جثامة المزنية فقال : بل أنت حسانة المزنية كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف كنتم بعدنا ؟ قالت بخير بأبي أنت وأمي يا رسول
الله
فلما خرجت قلت : يا رسول
الله
تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال فقال : إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من الإيمان

الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/424
خلاصة حكم المحدث: صحيح

بل كان ليذبح الشاة فيتتبع بها صدائق خديجة فيهديها لهن ...
وما أجمل وفاؤه للصديق رضي
الله
عنه وكيف حفظ له مكانته ومواقفه :
فقد روى البخاري عن ابن عباس قال :
خرج رسول
الله
صلى
الله

عليه

وسلم
في مرضه الذي مات فيه عاصب رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد
الله
وأثنى
عليه
ثم قال إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل

سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر



الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 467
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

حتى قال الحافظ ابن حجر إن ذلك جملة الإشارات إلى استخلافه رضي
الله
عنه ..
ما أجمل الوفاء حينما يجسد معاني الحب والإخلاص
يخرج من مكة مكان المولد والنشأة والشباب ومهبط الوحي وهو ينظر إليها ويقول

( والله لولا أن قومك أخرجوني ما خرجت )


بل يثني على جبل أحد فيقول (أُحد جبلٌ يُحبُّنا ونُحبُّه )

الراوي: سويد الجهني الأنصاري والد عقبة المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: الاستيعاب - الصفحة أو الرقم: 2/240
خلاصة حكم المحدث: صحيح

بأبي وأمي أنت يا رسول
الله
..
بل بلغ وفاؤه صلى
الله

عليه

وسلم
بأمته في موقف عظيم .. يموج فيه الناس موجا ويبلغ بهم الكرب مالا يطيقون يعتذر جميع الأنبياء من الشفاعة فيأتونه صلى
الله

عليه

وسلم
فيقول ( أنا لها )
فيستأذن على ربه ، فيقع ساجداً تحت العرش ، ثم يفتح
الله

عليه
ويلهمه من محامده وحسن الثناء
عليه
شيئاً لم يفتحه لأحد قبله ..
ثم يُقال : يا
محمد
ارفعْ رأسك ، وقل يُسمع لك ، وسلْ تُعط ، واشفع تُشفَّع ..
فيرفع رأسه فيقول : يا رب ، أمتي ..أمتي )..

الحديث
انطلقنا إلى أنس بن مالك وتشفعنا بثابت . فانتهينا إليه وهو يصلي الضحى . فاستأذن لنا ثابت .

فدخلنا

عليه
. وأجلس ثابتا معه على سريره . فقال له : يا أبا حمزة !

إن إخوانك من أهل البصرة يسألونك أن تحدثهم حديث الشفاعة . قال : حدثنا

محمد
صلى
الله

عليه

وسلم
قال :

" إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم إلى بعض . فيأتون آدم فيقولون له :

اشفع لذريتك . فيقول : لست لها . ولكن عليكم بإبراهيم

عليه
السلام . فإنه خليل
الله
. فيأتون إبراهيم .

فيقول : لست لها . ولكن عليكم بموسى

عليه
السلام . فإنه كليم
الله
. فيؤتي موسى فيقول : لست لها .

ولكن عليكم بعيسى

عليه
السلام . فإنه روح
الله
وكلمته . فيؤتي عيسى . فيقول :

لست لها . ولكن عليكم بمحمد صلى

الله

عليه

وسلم
. فأوتي فأقول : أنا لها . فأنطلق فأستأذن على ربي .

فيؤذن لي . فأقوم بين يديه . فأحمده بمحامد لا أقدر

عليه
الآن . يلهمينه
الله
.

ثم أخر له ساجدا . فيقال لي : يا

محمد
! ارفع رأسك . وقل يسمع لك . وسل تعطه . واشفع تشفع .

فأقول : رب ! أمتي . أمتي . فيقال : انطلق . فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان

فأخرجه منها . فأنطلق فأفعل . ثم أرجع إلى ربي فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا . فيقال لي :

يا

محمد
! ارفع رأسك . وقل يسمع لك . وسل تعطه . واشفع تشفع . فأقول :

أمتي . أمتي . فيقال لي : فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها . فأنطلق فأفعل .

ثم أعود إلى ربي فأحمده بتلك المحامد . ثم أخر له ساجدا . فيقال لي : يا

محمد
!

ارفع رأسك وقل يسمع لك . وسل تعطه . واشفع تشفع فأقول : يا رب ! أمتي . أمتي . فيقال لي : انطلق .

فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار .

فأنطلق فأفعل " . هذا حديث أنس الذي أنبأنا به . فخرجنا من عنده . فلما كنا بظهر الجبان قلنا :

لو ملنا إلى الحسن فسلمنا

عليه
، وهو مستخف في دار خليفة . قال فدخلنا
عليه
فسلمنا
عليه
. فقلنا :

يا أبا سعيد ! جئنا من عند أخيك أبي حمزة . فلم نسمع مثل حديث حدثناه في الشفاعة . قال :

هيه ! فحدثناه الحديث . فقال : هيه ! قلنا : ما زادنا . قال : قد حدثنا به منذ عشرين سنة

وهو يومئذ جميع ولقد ترك شيئا ما أدري أنسي الشيخ أو كره أن يحدثكم فتتكلوا . قلنا له :

حدثنا . فضحك وقال : خلق الإنسان من عجل . ما ذكرت لكم هذا إلا وأنا أريد أن أحدثكموه .

" ثم أرجع إلى ربي في الرابعة فأحمده بتلك المحامد . ثم أخر له ساجدا . فيقال لي :

يا

محمد
! ارفع رأسك . وقل يسمع لك . وسل تعط . واشفع تشفع . فأقول : يا رب !

ائذن لي فيمن قال : لا إله إلا

الله
. قال : ليس ذاك لك ( أو قال ليس ذاك إليك ) ولكن ، وعزتي ! وكبريائي !

وعظمتي ! وجبريائي ! لأخرجن من قال : لا إله إلا

الله
" .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 193
خلاصة حكم المحدث: صحيح

انظر لهذا الوفاء النبوي العظيم







( أنا لها..أنا لها ) * * من غيرُ أحمدَ قالها ؟
يا ربِّ هذي أمتي * * شكراً له.. بُشرى لها
اِشفعْ إمامَ المرسلينْ * * واسألْ ستُعطى يا أمينْ
فدعا إلهَ العالمينْ * * * هيَ أمتي ، فاغفرْ لها



هكذا فليكن الوفاء ... بل يجب أن تبنى العلاقات على أساسه وليكن شعار كل مسلم مؤمن بربه .. فإنه لا أمانة لمن لا
وفاء
له ...
وقد قيل فلا شيءٌ أعز من الوفاء
كان علي بن يقطين صديقاً لأبي العتاهية، وكان يبره في كل سنة ببر واسع، فأبطأ
عليه
بالبر في سنة من السنين، وكان إذا لقيه أبو العتاهية أو دخل
عليه
يسر به ويرفعه مجلسه ولايزيده على ذلك.
فلقيه ذات يوم وهو يريد دار الخليفة، فاستوقفه فوقف له، فأنشده:






حتى متى ليت شعري يابن يقطين ... أثني عليك بما لامنك توليني
إن السلام وإن البشر من رجل ... في مثل ما أنت فيه ليس يكفيني
هذا زمان ألح الناس فيه على ... تيه الملوك وأخلاق المساكين
أما علمت جزاك
الله
صالحة ... وزادك
الله
فضلا ً يابن اليقطين
أني أريدك للدنيا وعاجلها ... ولا أريدك يوم الدين للدين


فقال علي بن يقطين: لست والله أبرح ولاتبرح من موضعنا هذا إلا راضيا ً ،

وأمر له بكماً كان يبعث به إليه في كل سنة، فحمل من وقته وعلي واقف إلى أن تسلمه.

وحكي أن النعمان بن المنذر لقي في يوم بؤسه شاباً من العرب رق لكلفه، وقد سأله لقاء ابنة عمه قبل تلفه،
فقال:

ومن يضمنك ؟ قال: كاتبك هذا، ولم تكن بينهما معرفة؛
فقال النعمان: أتفعل على شريطة القتل إن أخلفك ؟ قال نعم ! فذهب الشاب وأتى في آخر النهار وقال للكاتب قم أُبرئك مما ضمنته، ودخلت معي تحته، وأتيا إلى النعمان، فعجب منهما وقال للشاب:


ما الذي حملك على الانصراف إليه بعد ما أفلت منه ؟ قال خشيت أن يقال ذهب الوفاء !
ثم قال للكاتب: وأنت ما حملك على ضمانه على أن أقتلك عنه ؟ قال: خشيت أن يقال ذهب الكرم !
فقال النعمان : وأنا قد عفوت عنه خشية أن يقال ذهب العفو !