ما هو أعظم نعيم فى الجنة

قال النبي ﷺ :
إذا دخل أهل الجنّة الجنّة يقول الله عز وجل : تريدون شيئا أزيدكم ؟
فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟
ألم تدخلنا الجنّة وتنجّنا من النّار ؟
قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النّظر الى ربهم،
ثمّ تلا هذه الآية :
{للّذين أحسنوا الحسنى وزيادة}.
رواه مسلم والترمذي والنسائي
فالحسنى : الجنة
والزيادة : النظر إلى وجه الله الكريم
وقال تعالى:
( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ )
قال الطبري إمام المفسرين :
قال علي بن أبي طالب وأنس بن مالك في قوله :
{ولدينا مزيد} :
هو النظر إلى وجه الله عز وجل.
********
أما اهل النار فإنهم لايرون ربهم
فكما ان أعظم نعمة لاهل الجنه هو رؤيه الله عزوجل
فإن أعظم عذاب أهل النار هو حرمانهم من رؤية ربهم
{كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}

********
قال ابن القيم : الجنة ليست اسماً لمجرد الأشجار والفواكه والطعام
والشراب والحور العين والأنهار والقصور،
وأكثر الناس يغلطون في مسمى الجنة،
فإن الجنة اسم لدار النعيم المطلق الكامل، ومن أعظم نعيم الجنة :
التمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم،
وسماع كلامه، وقرة العين بالقرب منه وبرضوانه،
فلا نسبة للذة ما فيها من المأكول والمشروب والملبوس
والصور إلى هذه اللذة أبدا.
(مدارج السالكين80/2)
********
قال هشام بن حسان عن الحسن :
إذا نظر أهل الجنّة إلى الله تعالى، نسوا نعيم الجنّة.
(روضة المحبّين 752)
********
قال ابن رجب : همم العارفين المحبين متعلقة من الآخرة
برؤية الله والنظر إلى وجهه.
(1/217)
********
قال الحسن البصري : لو علم العابدون في الدنيا أنهم
لا يرون ربهم في الآخرة
لذابت أنفسهم في الدنيا ولتقطعت كبودهم كمداً.
********
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
( ١)
فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره ،
مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون ،
أو فيه بعض مما يقولون ؛ لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس
واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه ،
فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة ،
وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم.
(٢)
ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى ، تارة في قالب ديانة وصلاح ، فيقول :
ليس لي عادة أن أذكر أحداً إلا بخير ، ولا أحب الغيبة ولا الكذب ،
وإنما أخبركم بأحواله ، ويقول :
والله إنه مسكين ، أو رجل جيد؛ ولكن فيه كيت وكيت ، وربما يقول :
دعونا منه ، الله يغفر لنا وله؛ وإنما قَصْدُه استنقاصه وهضماً لجنابه،
ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة ، ويخدعون الله بذلك ،
كما يخادعون مخلوقا ،
وقد رأينا منهم ألواناً كثيرة من هذا وأشباهه.
(3)
ومنهم من يرفع غيره رياء فيرفع نفسه ، فيقول :
لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان؛ لما بلغني عنه كيت وكيت ،
ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده، أو يقول :
فلان بليد الذهن قليل الفهم؛وقصده مدح نفسه ، وإثبات معرفته ، وأنه أفضل منه.
(٤)
ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين :
الغيبة ، والحسد ،
وإذا أثنى على شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه
في قوالب دين وصلاح ،
أو في قالب حسد وفجور وقدح ليسقط ذلك عنه.
(٥)
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ،
ليضحك غيره باستهزائه ومحاكته واستصغار المستهزأ به.
(٦)
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب ، فيقول
تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ؟!
ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت ،
وكيف فعل كيت وكيت ، فيخرج اسمه في معرض تعجبه.
(٧)
ومنهم من يخرج الاغتمام ، فيقول مسكين فلان ، غمني ما جرى له وما تم له ،
فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقلبه منطو على التشفي به ،
ولو قدر لزاد على ما به ، وربما يذكره عند أعدائه ليتشفوا به ،
وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه.
(٨)
ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر ،
فيظهر في هذا الباب أشياء من زخرف القول ،
وقصده غير ما أظهر والله المستعان.