منصب الاجتهاد...واجب شرعي من فروض الكفاية

فرّط فيه المسلمون (علماء وأمراء وعامة)

يقول العلامة محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله:

"الاجتهاد فرض كفاية على الأمة، بمقدار حاجة أقطارها وأحوالها،

وقد أثمت الأمة بالتفريط فيه مع الاستطاعة ومكنة الأسباب والآلات...

يعد آثما في ذلك :

العلماء...
المتمكنون من الإنقطاع إلى خدمة التفقه الشرعي للعمل في خاصة أنفسهم...

ويعد آثما :

العامة...
في سكوتهم عن المطالبة بذلك،
بل وفي إعراضهم عمن يدعوهم إليه إذا شهد له أهل العلم

ويعد آثما :

الأمراء والخلفاء...
في إضاعة الاهتمام بحمل أهل الكفاءة عليه"
مقاصد الشريعة الإسلامية -الطاهر بن عاشور ص157




أخي الكريم الأستاذ همام إبراهيم ، كان اللهُ لنا و لهُ في الدارَيْن .
سلامٌ عليك .. و بعدُ ، فَاُحَيّي في حضرتِكَ رُوحَ الطلب و عُلُوَّ الهِمّةِ في استمرارِ إحْياء معالِم الدِين وَ استكمالِ أسباب عِزّة المُسلِمين .. فجزاكُم الله خيراً و كثَّرَ في أُمّةِ الحبيب الأعظَم صلّى اللهُ عليه و سلّم مِنْ أمثالِكُم .. آمين .
وَ اُذَكِّرُ نفسي وَ إيّاكُم أخي الكريم ، بِأَنَّ التعلِيم يكونُ عادَةً لِلطالِبين الراغِبين المُتَقبِّلين المُسَـلِّمين المُذعِنين لأحكامِ الدين ، و أمّا مَنْ لَمْ يأْتِ عِنْدَهُ الطَلَبُ بَعدُ ، أيْ غير الراغِبِين أوْ [و العِياذُ بالله] الذين أصبَحُوا شِبْه غير مُذعِنين لِسُلطانِ الشرعِ القويم وَ تحكيم الدين المتين ، فهؤلاء لآ خلافَ بين العُقلاءِ و الحُكَماءِ النُصَحاءِ المُجَرِّبين أنَّ الأنسَـبَ في حقِّهِم هوَ الدعوةُ و الترغيب ، بالحكمة و الموعظةِ الحسنة ... وَ أعوذُ بالله أن يُحمَلَ كلامِي على نفْيِ أهمّيّةِ السُلطان بالحقّ وَ لكنْ - و لِلَأسَف - كيف هُوَ وضْعُ أكثر أبناءِ الأُمّةِ اليوم ؟؟؟ اعني ابناء الجيل الحديث و النَشْءٍ الجديد ؟؟؟ ..
هل تُريدُ مُجتمعاً مُنافِقاً ظاهِرُهُ الإسلام خوفاً من سيف السلطة فحسب ثُمَّ ينقَلِبُ و ينتقِضُ في أوّل فُرصة و العياذُ بالله ؟؟؟
عن أيّ عوامّ نتكلَّم ؟؟ في عالَم الواقِع أم في عالَم المثالِيّة و الخيال ؟؟؟ وَ مَنْ هُم الأُمراء اليوم وَ أين الخُلَفاء الذين يتكلَّمُ عنهُم مولانا بن عاشور رحمه الله تعالى ؟؟؟ ...
" الكَيّْسُ مَنْ دانَ نفسَـهُ و عمِلَ لِما بعدَ الموت ، وَ العاجِزُ مَنْ أتبَعَ نفسَهُ هواها و تمنّى على اللهِ الأمانِي " ..
مقولة العارفين من السلف الصالِح :" بِفَسادِ العامّةِ تظهَرُ وُلاةُ الجَورِ ، وَ بِفسـادِ الخاصَّةِ تظهَرُ الدَجاجِلَةُ الفتّانُونَ عنِ الدِين " .. و العياذُ باللهِ العظيم ...
بسّ .. الحلّ : الدعوة و الدُعاء ... وَ اللهُ يفعَلُ ما يشـاء ...
ثُمَّ في الإصلاح العامّ و الخاصِّ : لآ بُدَّ مِنْ إصلاح النِيّة .. { تِلْكَ الدارُ الآخِرَةُ نجعَلُها لِلذينَ لا يُرِيْدُونَ عُلُوّاً في الأرضِ وَ لا فساداً و العاقِبَةُ لِلمُتَّقين } ..
أمّا بِشأن الإجتهاد و وُجوب وُ جود مُجتَهِدِين ، فبَعدَ مُراعاةِ ما قَدَّمنا الإشارَةَ إلَيْهِ هُنا ، [وَ مُساهَمَةً في إثْراء الموضوع] أرجُو التأمُّلَ في ما نبَّهْنا عليهِ في المشاركة ذات رقم 12 مع ما تقدَّمَها على الرابِط التالي ( وَ أُضِيفُ هنا أَنَّهُ يبقى وُجُوبُ وُجودِ مُجتَهِدِينَ في الأُمّةِ وُجوباً كفائيّاً مؤكّداً في ذِمّةِ الأُمَّةِ عموماً ، بلا شكّ ... و نستغفِرُ اللهَ و نتوبُ إليه وَ نسألُهُ العونَ و النصر و السداد) :
http://www.aslein.net/showthread.php?t=14361