السلام عليكم ورحمة الله :

نحاول أن نرصد هنا على هذه الصفحة صورا مضيئة من واقع سلفنا الصالح لأجل الإقتداء والإنتفاع والله من وراء القصد :


=========

صورة من حياة..:

زيد بن ثابت في سقيفة بني ساعدة

حين مات النبي صلى الله عليه وسلم ماج الناس واضطربوا وحق لهم ذلك، واجتمع المهاجرون والأنصار في سقيفة بني ساعدة يتدبرون أمرهم، ويختارون إمامهم. وفي ذلك الموقف رأى الأنصار أنهم أحق من يتولى الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام خطباؤهم في ذلك، فما كان من أحد شبان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن قام ووقف موقفه الرائع -رضي الله عنه-. فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فجعل منهم من يقول: يا معشر المهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان: أحدهما منكم والآخر منا، قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، قال: فقام زيد بن ثابت -رضي الله عنه- فقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإنما الإمام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم" فقام أبو بكر فقال: "جزاكم الله خيراً من حي يا معشر الأنصار، وثبت قائلكم، ثم قال: "والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم"(رواه أحمد). إن مواطن الفتن واضطراب الأمور تتطلب من يجمع بين الخصلتين معاً: الفقه والعلم، والحزم والمبادرة، فحين يفتقد العلم تسير الأهواء بالناس وتتشعب بهم، وحين تفقد المبادرة فقد تفوت الفرصة؛ إذ يبادر أهل الأهواء والأغراض. فهاهو أحد الشباب النجباء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بينهما، ويبادر الناس في هذا الموطن، ولا غرو فقد كان أمين النبي صلى الله عليه وسلم على الوحي.



صورة من حياة ...

أبو ذر الغِفاري ومناقبه

عن أبي حرب بن أبي الأسود قال سمعت عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله يقول "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر" رواه الإمام أحمد
وعن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن حجيرة الأكبر "عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" (مسلم)
وعن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم" (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك)
وعن المعرور بن سويد قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم"(مسلم)
وعن الأحنف بن قيس قال كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه قال قلت من أنت قال أنا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قلت ما يفر الناس قال إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

ـــكان أبو ذر الغفاري (رضي الله عنه) من الرجال الذين أحبهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ووصفه بصفتين التصقتا به وأصبحتاتيوجهانه في المواقف المختلفة ، وهما الصدق والوحدة والتفرد ، ولقد دفع الصدق أبا ذر لأن يكون من أكثر الصحابة مجاهرة بالحق مهما عرضه ذلك للأذى فكان من القلائل الذين أعلنوا إسلامهم في قريش ، أما الوحدة والتفرد فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده).

جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري ، وبجواره زوجته تبكي ، فيسألها فيم البكاء والموت حق ؟) فتجيبه بأنها تبكي لأنك تموت ، وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)000فيبتسم ويطمئنها ويقول لها لا تبكي ، فاني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، تشهده عصابة من المؤمنين ) وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية ، ولم يبق منهم غيري ، وهأنذا بالفلاة أموت ، فراقبي الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين ، فاني والله ما كذبت ولا كذبت ) وفاضت روحه الى الله ، وصدق فهذه جماعة مؤمنة تأتي وعلى رأسها عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما أن يرى وجه أبي ذر حتى تفيض عيناه بالدمع ويقول صدق رسول الله ، تمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك ) وبدأ يقص على صحبه قصة هذه العبارة التي قيلت في غزوة تبوك كما سبق ذكره .
" ماأقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر " حديث شريف .


[size=24]صورة من حياة


إنّها امرأة بألف رجل ..


ــ إنها امرأة ( لكن ) لو وزِنت بألف رجل لوزنتهم والله.. إنها امرأة ( لكن )

لو كان لنا مثلها رجال لكان النصر حليفنا بإذن الله .

إنها امرأة ( لكن ) لا يقارن بها رجال فضلا عن نساء مثلها.. إنها امرأة ( لكن ) ضحَّت

بنفسها.. فأين أنتم يا مسلمون عن فعلها .. إنها امرأةٌ ( لكن ) باعت نفسها بل وأبناءها وزوجها

في سبيل الله فأين منها أمهاتٌ وآباءٌ وأبناء.. إنها امرأةٌ ( لكنها ) امرأةٌ سبقها بعضُ أجزاءٍ من جسدها إلى الجنة .

عمَّن أتحدَّث ، مَن هذه المرأة ، إنها المرأة التي أطاقت ما لم يطقه فُحول الرجال ، إنها المرأة

التي فعلت الأفاعيل بالأعداء ، وصنعت المجد ببذل العطاء والصبر عند البلاء وضخ الدماء

وتقطيع لأشلاء ليرضى من له ما في الأرض وما في السماء .. إنها امرأة ( لكن ) .. عجز عن

فعلها كثير من الرجال !! فيا لله ما أعظم قدرها وأجلَّ فعلها..

( إنها الفاضلة المجاهدة نسيبة بنت كعب ( أم عمارة ) رضي الله عنها وأرضاها) .

شهدت بيعة العقبة وأحد والحديبية واليمامة .. وقفت يوم أحدٍ موقفاً أعيا الأبطال، وأبهر

الرجال، اِسمع لأمِّ عمارة وهي تحدثك .. تقول رضي الله عنها : ( رأيتني وانكشف الناس عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بقي إلا نفرٌ قليل ما يُتِمُّون عشرة ، وأنا وابناي وزوجي بين

يديه نذُبُّ عنه ، والناس يمُرُّون به منهزمين ، ورآني ولا تِرْس معي ، فرأى رجلاً مُوّلِّياً ومعه

تِرس ، فقال : القِ تِرسَك إلى من يقاتل ، فألقاه ، فأخذته فجعلت أتّرّس به عن رسول الله صلى

الله عليه وسلم ، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل ، لو كانوا رجّالة مثلنا - أي على أقدامهم - أصبناهم إن شاء الله

فيُقبِل رجلٌ على فرسٍ فيضربني وتترّست له ، فلم يصنع شيئا وولَّى ، فأضرب عرقوب فرسه

، فوقع على ظهره ، فجعل النبي يصيح ( يا أبن أم عمارة أمك أمك ) .. قالت فعاونني عليه حتى

أوردته شعوب - أي الموت - ) .. فعلاً لقد قامت لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم مقامَ خيرٍ من

مقام كثيرٍ من الرجال.. لقد ضرَبت أمُّ عِمارة مثالاً لتقفَ الأجيال النائمةُ أمامه لعلها تستيقظ من

غفلتها.. وتتعلم من أم عمارة تضحيتها ، يوم أحد كان المشركون قد تجمعوا وصوَّبوا سهامهم

ووحدوا هجومهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه ، لكن هيهات هيهات :ما علموا

أن ثمَّة أم عمارة هناك ، فوالله ما كان الخطر يدنو من المصطفى إلا وأمُّ عِمارة دونه حتى قال الحبيب صلوات

ربي وسلامه عليه: ( ما التفتُّ يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني ) .

وقال فيها الحبيب - جعلنا الله من أهل سنته - لمَّا رأى شدة بأس هذه المرأة في القتال والثبات

والعزيمة قال : ( من يُطيقُ ما تُطيقينَ يا أمَّ عِمارة ) .

أُمُّ عمارة .. ضرب رجُلاً ابنها بالسيف فجرحه فأبت أن تتركه حتى قتلته واستقادت منه .. (

فرآها النبي صلى الله عليه وسلم وتبسَّم حتى بدت نواجذه وقال : ( استقدتِّ يا أم عِمارة ) وقال :

( الحمد لله الذي أظفرك ، وأقرَّ عينك من عدوك ، وأراك ثأرك بعينك ) .

لئن كُنَّ النساء كما ذُكِرنَ لفُضِّلت النساء على الرجال لقد استحقَّت أُمُّ عِمَارة أن يُعلَّق عليها

وِسام أغلى من كل الأوسمة الدنيوية، قال فيها النبي وفي أبنائها: ( اللهم أجعلهم رفقائي في

الجنة ) فهنيئاً ثم هنيئا يا أم عمارة.

لم تَكَلّ ولم تَمَلَّ أمُّ عِمارة بعد موت الحبيب.. بل استمرت في جهادها وبذلها .. حتى قاتلت يوم

اليمامة وجرحت اثني عشر جرحاً وقُطِّعت يدها وهي عجوز مُسِنَّة.

. ماذا أقول يا رجال أمة محمد ..هل

أقول يا ليت لنا رجال مثل أم عمارة.. نعم والله سأقولها.. يا ليت لنا رجال مثل أم عمارة !!

[/size]