منهج الاسلام في التعامل مع المنافق  Bsm-allah3
منهج الاسلام في التعامل مع المنافق
التعامل مع المنافق عند ابن حزم وابن عربي
يدعو بن حزم الي عدم مصاحبتهم أو عداوتهم مع أخذ الحذر منهم ومعاملتهم بما يظهرون وقد وضع لذلك أسس نلخصها في الآتي
1- التعامل بالنفاق مع ذوي الطبائع السيئة
حيث يقول بن حزم : " الغالب علي الناس النفاق ومن العجيب أنه لا يجوز مع ذلك عندهم الا من نافقهم "ويري ابن حزم أن هذا الاسلوب من النفاق أولي الناس بالتعامل به معهم هم أهل البذاءة من أصحاب المهن الدنيا والا تعرض الانسان لبذاءتهم لاستسهالها علي لسانهم وهذا قد أشار اليه بن حزم بقوله : " أشد الناس استعظاما للعيوب بلسانه هم أشدهم استسهالا لها بفعله ويتبين ذلك في مسافهات أهل البذاءات ومشاتمات الأراذل البالغين غاية الرذالة من الصناعات الخسيسة من الرجال والنساء كأهل التعيش بالزمر والخادمين في المجازر ....فان من ذكرنا أشد الخلق رميا من بعضهم لبعض بالقبائح وأكثرهم عيبا بالفضائح وهم أوغل الناس فيها وأشهرهم بها "
2- النهي عن مصادقة المنافق ونلمح ذلك في قول بن حزم ليس الحلم تقريب الأعداء ولكن مسالمتهم مع التحفظ منهم "
3- البعد عن المنافق مع النهي عن ظلمه : وفي هذا يقول بن حزم : " غاية الخير أن يسلم عدوك من ظلمك ومن تركك اياه للظلم وأما تقريبه فمن شيم النوكي (الحمقي ) الذين قد قرب منهم التلف "علي عكس ذلك ينبغي التمسك بالصديق الحسن والذي يقول عنه ابن حزم : " وأما ابعاده فمن فعل من لا عقل له ومن كتب عليه الشقاء "
4- النهي عن تبجيل المنافق أو مدحه
فمن فعل ذلك معهم فهو أحمق حيث يحذر بن حزم من التعامل بهذا الأسلوب مع المنافقين الذين يضمرون لك العداوة فيقول : " لا تسلم عدوك لظلم ولا تظلمه وساو في ذلك بينه وبين الصديق وتحفظ منه واياك وتقريبه واعلاء قدره فان هذا من فعل النوكي والحمقي " ثم يوضح بن حزم الأثر السئ لصداقتك للمنافق قائلا : " فمن ساوي بين عدوه وصديقه في التقريب والرفعة فلم يزد علي أن زهد الناس في مودته وسهل عليهم عداوته ولم يزد علي استخفاف عدوه له وتمكنه من مقاتله (اي معرفة مواطن ضعفه التي يهاجمه منها ) وافساد صديقه علي نفسه والحاقه بجملة اعدائه " (الأخلاق والسير في مداواة النفوس لابن حزم)
5- الانخداع له وعدم مواجهته بحقيقته وهذا منهج ابن عربي حيث يقول في ذلك : " كن عمري الفعل فان عمر بن الخطاب رضي الله عنع يقول : " من خدعنا في الله انخدعنا له فاحذر ياأخي اذا رأيت أحدا يخدعك وأنت تعلم بخداعه اياك فمن كرم الأخلاق أن تنخدع له ولاتوجدهه أنك عرفت خداعه وتباله له (أي صدقه وسايره ) حتي يغلب علي ظنه أنه قد أثر فيك بخداعه ولايدري أنك تعلم بذلك وبذك تكون قد وفيت الأمر حقه فانك ماعاملت الا الصفة التي ظهر لك بها والنسان انما يعامل الناس لصفاتهم لا لأعيانهم ..." ثم نراه يحث علي اللين والرحمة في التعامل مع المنافق والدعاء له فهذا من شيم المؤمن فيقول: " ان المخادع منافق فلا تفضحهفي خداعه وتجاهل له وانصبغ باللون الذي أراده منك أن تنصبغ له به وادع له وارحمه عسي الله أن ينفعه بك ويجيب فيه صالح دعائك فانك اذا فعلت هذا كنت مؤمنا حقا فان المؤمن غر كريم لأن خلق الايمان يعطي المعاملة بالظاهر والمنافق خب لئيم أي لئيم علي نفسه حيث لم يسلك بها طريق نجاتها وسعادتها " (كتاب الوصايا لابن عربي آخر أبواب كتابه الفتوحات المكية)وكان هذا المنهج لعلماء الاسلام في التعامل مع المنافقين هو اقتداءا بسنة نبينا الكريم في التعامل معهم فمن وسائله صلي الله عليه وسلم
ا-أنه كان يخاطبهم في لين ناصحا ومعلما دون التصريح بأسمائهم فعن ابي رزة الأسلمي قال قال رسول الله (ص) : " يامعشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لاتغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من يتبع عوراتهم يتبع الله عوراته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته " رواه أحمد وابو داوود والبيهقي
2-حسن مقابلته وعدم مواجهته بحقيقته فعن أبي الدرداء قال : قال رسول الله (ص) انا لنكشر (نبتسم ) في وجوه أقوام ونضحك اليهم وانا قلوبنا تلعنهم " أخرجه البخاري في باب المداراة مع الناس
3-استعمال الشدة والحسم لدفع شرهم بعد استنفاذ الوسائل السلمية لاسيما في الأوقات الحرجة مثل الحرب من ذلك : "أنه (ص) استعمل هذا الحسم مع أصحاب مسجد ضرار الذين أرادوا الانعزال والتكبر وشق صف المسلمين وذلك ببناء مسجد لهم وأرادوا أن يصلي فيه رسول الله (ص) حتي يكون شرعيا وكان الرسول (ص) يدرك ماتبطنه نفوسهم من سوء فحاول أن يسوف في الأمر لعل الله يهديهم فتحجج بالسفر فلما أصر هؤلاء علي فتح المسجد أمر النبي (ص) كوكبة من