خطورة مخالفة الأفعال للأقوال!  Bsm-allah3




Untitled-1.jpg


من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحسنى فقط
خطب عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- يوماً فقال في موعظته: إني لأقول هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي فاستغفر الله وأتوب إليه.
وكتب إلى بعض نوابه على بعض الأمصار كتابا يعظه فيه وقال في آخره: وإني لأعظك بهذا وإني لكثير الإسراف على نفسي غير محكم لكثير من أمري، ولو أن المرء لا يعظ أخاه حتى يحكم نفسه إذا لتواكل الخير، وإذا لرفع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا لاستحلت المحارم وقل الواعظون والساعون لله بالنصيحة في الأرض، والشيطان وأعوانه يودون أن لا يأمر أحد بمعروف ولا ينهى عن منكر، وإذا أمرهم أحد أو نهاهم عابوه بما فيه وبما ليس فيه كما قيل:
وأعلنت الفواحش في البوادي *** وصار الناس أعوان المريب
إذا ما عبتهم عابوا مقالي *** لما في القوم من تلك العيوب
وودوا لو كففنا فاستوينا *** فصار الناس كالشيء المشوب
وكنا نستطب إذا مرضنا *** فصار هلاكنا بيد الطبيب


وعليه
فإن على الإنسان أن يسعى في إصلاح نفسه، ثم في إصلاح غيره،
قال تعالى: { وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } سورة الأعراف(170)
ومتى ما اشتغل الإنسان بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الإخلاص في ذلك فإن الله سيعينه على التخلص من أخطائه، وسيكون اشتغاله بالدعوة إلى الله سبباً من أسباب ثباته، ودوام استقامته على مراد الله.
بعض فوائد الحديث:يستفاد من هذا الحديث عدة فوائد من أهمها:1.الوعيد الشديد في حق من خالفت أفعاُله أقوالَه، أي في حق من يأمر بالمعروف ولا يعمل به، وينهى عن المنكر ويرتكبه..
2.وجوب العمل بالعلم؛ ذلك أن الغرض من التعلم هو العمل به ابتغاء مرضات الله-تبارك وتعالى-.
3.التحذير من النفاق، ومن سلوك طريق المنافقين، ذلك أن النفاق إظهار الإنسان خلاف ما يبطن، وهذا الذي عذب هذا العذاب أظهرت أفعاله غير أقواله.
4.أن على الإنسان أن يبدأ أولاً بإصلاح نفسه، ومجاهدته على الاستقامة على أمر الله، وذلك بأن يمتثل الأوامر ويجتنب النواهي.
5.أنه يجب على الإنسان أن يقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله،حتى وإن لم يكن عاملاً بكل يأمر به أو ينهى عنه؛ لأن الإنسان معرض للخطأ وللزلل، ولم يعصم من ذلك إلا الرسل والأنبياء، ذلك أن البعض من الناس لما يسمع مثل هذه النصوص ربما يسبب له إحباط فيترك الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة أنه مقصر، وأنه غير عامل بكل يأمر به، وغير تارك لكل ما ينهى عنه، ولا شك أن تقصيره في العمل بما يدعو إليه خطأ، وتركه للدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خطأ آخر..