وصية الشيخ العلامه الالبانى رحمه الله للمسلمين
قال شيخنا الإمام الألباني رحمه الله:
وصيتي لكل مسلم على وجه الأرض، وبخاصة إخواننا الذين يشاركوننا في الانتماء إلى الدعوة المباركة دعوة الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، أوصيهم ونفسي بتقوى الله -تبارك وتعالى- أولاً، ثم بالاستزادة من العلم النافع كما قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 282] وأن يقرنوا علمهم الصالح الذي هو عندنا جميعاً لا يخرج عن كونه "كتاب وسنة وعلى منهج السلف الصالح"، أن يقرنوا مع علمهم هذا والاستزادة منه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً العمل بهذا العلم، حتى لا يكون حجة عليهم، وإنما يكون حجة لهم { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89].
ثم أحذرهم من مشاركة كثيرين ممن خرجوا عن خط السلف بأمور كثيرة وكثيرة جداً، يجمعها كلمة "الخروج" على المسلمين وعلى جماعاتهم، وإنما نأمرهم بأن يكونوا كما قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح ((وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا))( ) كما أمركم الله تبارك وتعالى وعلينا كما قلت في جلسة سابقة وأعيد ذلك مرة أخرى وفي الإعادة إفادة.
وعلينا أن نترفق في دعوتنا المخالفين إليها وأن نكون مع قوله تبارك وتعالى دائماً وأبداً {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] وأحق من يكون باستعمالنا له أو معه هذه الحكمة هو من كان أشد خصومة لنا في مبدئنا وفي عقيدتنا حتى لا نجمع بين ثقل دعوة الحق التي امتن الله عز وجل بها علينا وبين ثقل سوء أسلوب الدعوة إلى الله عز وجل .
فأرجو من إخواننا جميعاً في كل بلاد الإسلام أن يتأدبوا بهذه الآداب الإسلامية ثم أن يبتغوا من وراء ذلك وجه الله عز وجل لا يريدون جزاء ولا شكوراً.
سلسلة الهدى والنور شريط رقم 900