الحمد لله رب العالمين
والعاقبة للمتقين
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وصفوته من خلقه وأمينه على وحيه
نبينا وسيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد

فلعل البعض في هذه الآونة يلاحظ ما إنتشر في مواقع التواصل وعلى برامج الرسائل الهاتفية كوات ساب وغيره مما يسمى ب"كذبة إبريل"
وهذا منتظرٌ في كل عامٍ يأتي فيه هذا الشهر
فنجد بعض المغفلين لنساقون خلف هذه العادة الخبيثة وينشرونها إما بالمزاح أو بالجد
فأحببت أن أنبه إخواني على هذا الأمر حتى يحذروا منه ويذكروا من خلفهم حتى تنقطع تلك العادة الخبيثة
فكتبت هذه الكلمات
راجياً من الله أن يتقبلها وأن ينفع بها كل من قرأها أو نشرها
إنه نعم المولى ونعم النصير


فلقد رغب الله تعالى في الصدق وأمر المؤمنين به
فقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اتَّقوا اَلْلَّهَ وَكُونُوا مَع اَلْصَّادِقِين}[سورة التوبةة]


وقال صلى الله عليه وسلم:
عليكم بالصدق
فإن الصدق يهدي إلى البر
وإن البر يهدي إلى الجنة
ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً

وإياكم والكذب
فإن الكذب يهدي إلى الفجور
وإن الفجور يهدي إلى النار
ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً
متفقٌ عليه

بل ويكفي الكذابين حسرةً وندامةً أن الكذب خصلةٌ من خصال النفاق
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
آية المنافق ثلاث
إذا حدث كذب
وإذا وعد أخلف
وإذا ائتمن خان
متفقٌ عليه
فهذا كافٍ لمن يكذب أن يرتدع عن الكذب وأن يلزم الصدق

والآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم سلفاً وخلفاً في هذا الباب كثيرةٌ


وأما هذه البدعة الخبيثة التي نحن بصدد الحديث عنها الآن
فهي إنما كانت في بلاد الكفار
ثم إستوردها منهم المنسلخون المارقون من دينهم كحال أغلب بدع هذا العصر
فوجدناها على صفحات الجرائد والمجلات
وعلى مواقع الإنترنت

حتى أخبرني من أثق به من الدعاة أن رئيس بعض الشركات أخبر موظفيه بحدوث أزمةٍ ماليةٍ وأن الشركة مقبلةٌ على الإفلاس
فصُعِق الموظفون من هذه المفاجأة
وأخذوا يبكون ويصرخون
وذهب منهم من تماسك إلى بيته هادئاً

ثم مر هذا اليوم الحزين يطوي أحزان الموظفين
فلما جاء اليوم التالي
إذا برئيس العمل يضحك ويقول: أنا كنت أكذب كذبة إبريل!!!

فيال الله كم عند رئيس هذه الشركة وأمثاله من الهوس والبله
حتى يصدم إخوانه ويؤثر على أعمالهم وبيوتهم بداعي المزاح أو كما يسمونها"كذبة إبريل"
قلت: وأمثال هذا كثير
من أهل الإهتمام بالسفاسف وبعادات أهل الكفر

ولذلك أوصي إخواني بالإبتعاد عن هذه العادة الخبيثة
فلا يجوز التعليق عليها
أو نشرها
أو إعطاءها أي إهتمام
بل الواجب عليهم أن يتقوا الله ويراقبوه في القول والعمل
رزقنا الله وإياكم الصدق والإخلاص في القول والعمل

ثم:

هك هذه المسألة التي لا يتم هذا المقال إلا بها
وهي وإن كانت بعيدةً بعض الشيء عن صلب الموضوع
ولكنها تتعلق به بشكلٍ أو بآخر
ألا وهي:
(التأريخ الميلادي)
درجت أغلب البلاد الإسلامية على جعل التأريخ بها كتأريخ النصارى
متجاهلين بذلك أو متناسين أن إلتزامنا بإسلامنا هو مصدر عزنا وفخرنا وسعادتنا
وليس إلتزامنا بتقليد النصارى
فكل دينٍ له تأريخه
ونحن تأريخنا هو التأريخ الهجري
فلا يجوز الإعتداد بتاريخ النصارى
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أعفوا اللحى وقصوا الشارب وخالفوا اليهود والنصارى

فالواجب على كل مسلمٍ أن يعتمد التأريخ الهجري في سائر شؤونه
إلا في ما غلبه من الضرورات
فهذا ما أُجبِرنا عليه بفعل فاعل
ولا حول ولا قوة إلا بالله

وهنا أود أن أشير إلى الإخوة بالمواقع الإسلامية السلفية التي تتبع كتاب الله وسنة رسوله بفهم السلف الصالح
أن يحاولوا قدر المستطاع إعتماد التأريخ الهجري في نشر منشوراتهم ما إستطاعوا
وقد فعل ذلك بعض الإخوة المشرفين على مواقع إسلامية مشهورة لا داعي لذكرها الآن
وهذا طيب
ونحض إخواننا من الذين لا يزالون يعتمدون التأريخ الميلادي على التأسي بإخوانهم
فالأمر ليس كما يظن البعض أنها مجرد أرقام وحروف
بل الأمر أمر هوية
نسأل الله أن يثبتنا على دينه
إنه ولي ذلك ومولاه والقادر عليه
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
والحمد لله رب العالمين