بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
إن الله عز وجل من رحمته وفضله على هذه الأمة المباركة أن جعل لها خصائص وفضائل تميزها وتفضلها على باقي الأمم وليس هذا مجال بحثها وإنما سأقتصر على ذكر ما يتعلق بموضوعنا هنا.
فالأولى: أن الله عز وجل جعل أجورها مضاعفة كما جاء ذلك صريحاً في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح البخاري، بعكس اليهود والنصارى، فاليهود عملوا من بداية النهار حتى منتصفه فكان لهم الأجر قيراط، ثم النصارى عملوا من منتصف النهار حتى العصر فكان لهم الأجر قيراط، ثم جاء المسلمون فعملوا من بعد العصر حتى مغيب الشمس فكان لهم الأجر قيراطان، فاحتج اليهود والنصارى فقالوا: ما لنا أكثر عملاً وأقل عطاء؟ فقال لهم الرب تبارك وتعالى: هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا، قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء" رواه البخاري. قال ابن حجر رحمه الله: فهذه الأمة إنما شرُفت وتضاعف ثوابها ببركة سيادة نبيها وشرفه وعظمته
الثانية: أن أعمار هذه الأمة بالنسبة لمن سبقها فيها قِصَر، فالقليل من يتجاوز المائة كما جاء في الحديث: "وأعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين " إلا أن الله عوضها بليال وأزمنة وأمكنة ومناسبات تتضاعف فيها الأجور، كليلة القدر وعشر ذي الحجة، وصيام عرفة، وغير ذلك.
ومن هذه الأعمال المباركة التي شرعها لنا ربنا عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم الصلاة، وما أدراك ما الصلاة فهي عماد الدين وهي أحب الأعمال إلى الله عز وجل كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
والكلام هنا سوف يكون على النفل منها، فليس كلامنا على الفرائض، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه الكرام أنواع من النوافل منها ما هو مقيد بوقت ومنها ما هو مقيد بسبب.
ويندرج تحت هذا الموضوع ما يلي:
أولاً: نوع النافلة.
ثانياً: دليلها.
ثالثاً: وقتها متى يبدأ ومتى ينتهي
رابعاً: فضلها.
خامساً: أين مكان أدائها الأفضل أفي البيت أم في المسجد.
ونختم بمسأل قضاء النوافل إذا نسيها الإنسان أو انشغل عنها بأمر آخر هل تقضى أم تفوت بفواتب وقتها وسببها.
وسيكون الموضوع يومي أو شبه يومي حسب الوقت وتفرغ الإنسان
آمل من الأخوة من وجد منهم خطأ مطبعي أو إملائي تنبيهي عليه حتى يتم تعديله.
أسأل الله لي ولكم الإخلاص لوجه الله تعالى

الصلاة الأولى
السنن الرواتب: وعددها على أصح قولي أهل العلم اثنتا عشرة ركعة، أربعاً قبل الظهر وركعتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب وركعتان بعد صلاة العشاء وركعتان قبل صلاة الفجر.
دليلها: جاء دليلها في الصحيحين وفي أفراد الشيخين وفي السنن.
وقت أدائها: أما السنن القبلية فيبدأ وقتها مع دخول وقت فريضتها وينتهي بإقامة الصلاة في من خوطب بإقامة الصلاة كأصحاب المساجد، وأما من كان من أصحاب البيوت كالنساء وغيرهم فينتهي وقتها إلى أن يتضايق وقت الفريضة على فعلها.
أما السنن البعدية فيبدأ وقتها من أداء المصلي فرضه إلى أن ينتهي وقت ذلك الفرض.
محل أدائها: الأفضل أن تؤدى في البيت لحديث:" فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلا المكتوبة" متفق عليه من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه.
فضلها: يبنى له بيت في الجنة.
فإذا قال قائل: وهل يكفي أن يصليها الإنسان في يوم واحد فيبنى له بيت في الجنة؟
الجواب: الأصح أنه لابد من المحافظة عليها بدليل لفظ مسلم وفيه:" ما من عبد يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة " فنص على أنه كل يوم ولم يكتف بيوم واحد.
للموضوع بقية

الصلاة الثانية
الأربع المحرِمة على النار: وهي أربع ركعات قبل الظهر وأربع ركعات بعد الظهر.
دليلها: ما جاء عند أحمد وأبي داود والترمذي من حديث أم حبيبة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرم على النار". صححه الألباني رحمه الله,
وقت أدائها: يقال فيها مثل ما قيل في السنن الرواتب تماماً من حيث بداية وقتها ونهايته.
محل أدائها: الأفضل أن تؤدى في البيت لحديث زيد بن ثابت السابق في الصحيحين، ويجوز أدائها في غير البيت.
فضلها: تحرم صاحبها على النار.
للموضوع بقية .....


الصلاة الثالثة
الأربع قبل العصر: فيشرع للإنسان أن يصلي أربع ركعات قبل العصر.
دليلها: ما جاء عند أحمد وأبي داود والترمذي وغيرهم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعاً". حسنه الألباني رحمه الله.
وقت أدائها: يبدأ وقتها من حين وقت دخول صلاة العصر وينتهي وقتها مع إقامة فريضة العصر في حق من خوطب بأداء الصلاة جماعة في المسجد.
محل أدائها: الأفضل أن تؤدى في البيت لحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه السابق، ويجوز أدائها في غير البيت
فضلها: سبب لرحمة الله عز وجل لصاحبها.