[size=32]الصحابة وآل البيت( مكانتهم وحقوقهم وحكم سبهم).[/size]
[size=32]أولاً: الصحابة رضي الله عنهم. [/size]
الصحابة جمع صحابي، وهو من لقي النبي e مؤمناً به ومات على ذلك. والذي يجب اعتقاده فيهم أنهم أفضل الأمة ، وخير القرون، لسبقهم واختصاصهم بصحبة النبي e والجهاد معه ، وتحمل الشريعة عنه، وتبليغها لمن بعدهم، وقد أثنى الله عليهم في محكم كتابه قال: } والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم{. [ التوبة 100]
وأفضل الصحابة : الخلفاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة ، وهم هؤلاء الأربعة، وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، ويُفضل المهاجرون على الأنصار ، وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان، ويُفضل من أسلم قبل الفتح وقاتل على من أسلم بعد الفتح.
[size=32]حقوق الصحابة وحرمة سبهم:[/size]
1. احترامهم والثناء عليهم وتوقيرهم وتعظيمهم ورفع منزلتهم وتكريمهم والاحتجاج بإجماعهم والاستنان بآثارهم، واعتقاد ما نطق به القرآن الكريم والذكر الحكيم من أنهم خير أمة أخرجت للناس.
2. الدعاء لهم قال تعالى: } والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم{ [ الحشر 10]
3. النهي عن الإساءة إليهم أو سبهم، فقد نهى المصطفى e عن ذلك قال: « لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفه»
فمن أصول أهل السنة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن متطلبات عدم الإساءة إليهم وجوب السكوت عن الخوض في الفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم بعد قتل عثمان رضي الله عنه. ويجب الاعتقاد أن الصحابة مجتهدون في كل ما اتخذوه من مواقف، إن أصاب أحدهم فله أجران، أجر على اجتهاده وأجر على إصابته، وإن أخطأ فله أجر الاجتهاد، والخطأ مغفور، ولا يقول أهل السنة: إنهم معصومون، بل مجتهدون، إما مصيبون وإما مخطئون، لم يتعمدوا الخطأ في ذلك.
فيجب على المسلم أن يعتقد أن محبة الصحابة دين وإيمان، وأن محبتهم من محبة الله ورسوله، ويجب أن يحرص المسلمون على التعريف بحقوق الصحابة وفضائلهم للناس.


[size=32]ثانياً: آل البيت: [/size]
هم آل بيت النبي eالذين حرمت عليهم الصدقة، وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس، ويدخل فيهم أزواج النبي e وبناته.
وأهل السنة يحبون أهل بيت النبي e ، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله e، حيث قال: «أذكركم الله في أهل بيتي».
فأهل السنة يحبونهم ويكرمونهم، لأن ذلك من محبة النبي e وإكرامه، وذلك بشرط أن يكونوا متبعين للسنة مستقيمين على الملة، كما كان عليه سلفهم، كعلي والعباس وأبنائهم، وأما من خالف السنة ولم يستقم على الدين، فإنه لا تجوز موالاته ولو كان من أهل البيت.
فموقف أهل السنة من أهل البيت موقف الاعتدال والإنصاف، يتولون أهل الدين والاستقامة منهم، ويتبرؤون ممن خالف السنة وانحرف عن الدين، ولو كان من أهل البيت، فإن كونه من أهل البيت ومن قرابة الرسول لا ينفعه شيئاَ، حتى يستقيم على دين الملة، قال e : « يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا صفية عمة رسول الله e لا أغني عنك من الله شيئاً ، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت ، لا أغني عنك من الله شيئاً» وقال أيضاً:« من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه» .
ويتبرأ أهل السنة من طريقة الروافض الذين يغلون في بعض أهل البيت ويدعون لهم العصمة، ومن طريقة النواصب الذين يناصبون أهل البيت العداء، ومن طريقة المبتدعة والخرافين الذين يتوسلون بأهل البيت ويتخذونهم أرباباً من دون الله.
فأهل السنة على المنهج المعتدل والصراط المستقيم الذي لا إفراط فيه ولا تفريط.