(والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)يس

لكل من الشمس والقمر والليل والنهار وقت قدره الله له لا يتعداه، فلا يمكن للشمس أن تلحق القمر فتمحوا نوره، أو تغير مجراه ولا يمكن لليل أن يسبق النهار، فيدخل عليه قبل انقضاء وقته،"كناية عن حركة الأرض والشمس".

قال تعالى(والشمس والقمر بحسبان)الرحمن

أي أنهما يجريان متعاقبين بحساب متقن لا يختلف ولا يضطرب فلا يتغير مسارهما الى يوم القيامة


الأرض تجري والشمس تجري والقمر يجري، هذا ما بينه القرأن الكريم مفصلا تفصيلا دقيقا في كلمات قليلة أغنت عن فصول طويلة


فإذا حللنا كلمة "لمستقر" وجدنا اللام لها كثير من المعاني من بينها الملكية 

قال تعالى (قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا)مريم

وشبه الملكية تسمى هنا لام الاستحقاق او الاختصاص

قوله تعالى(الحمد لله)(فلله العزة جميعا)(الدين لله)

تأتي بمعنى "في" مثل

قال تعالى(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة)الاأنبياء

اي في يوم القيامة

تأتي بمعنى "انتهاء غاية" مثل: 

قال تعالى(واتقوا النار التي أعدت للكافرين)ال عمران

تستعمل للسببية مثل:

قال تعالى(قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا)مريم

[size=32]
على ضوء هذه المعاني نستنتج من "لمستقر لها" حقيقتين فلكيتين عرفنا اياهما القرأن الكريم وأثبتها العلم الحديث
[/size]



أولا باعتبارنا اللام بمعنى "في" وبهذا يكون المعنى أن الشمس تدور في مستقر لها قدره الله لها فلا تتعداه ولا تقصر عنه وبين العلم الحديث أنها تدور حول نفسها في 28 يوما



ثانيا: اذا اعتبرنا اللام بمعنى "الى" أو "إنتهاء غاية" بهدا يكون معنى الأية الكريمة أن الشمس تجري نحو مكان معين سوف تستقر عنده في النهاية


قال تعالى(إذا الشمس كورت)التكوير

أي لفت وذهب ضوءها و هذا تأكيد على الإستقرار وهو السكون والهدوء ويحدث هذا يوم القيامة


وهذه الحقيقة يعتبر اكتشافها من مفاخر العلم الحديث انظر الى ما يقوله الأستاد سيمون العالم الفلكي في كتابه: (لو سئلت ما هي أعظم الحقائق التي اكتشفها العقل البشري لقلت إنها الحقيقة التالية: وهي أن الشمس والكواكب السيارة وأقمارها تجري في الفضاء نحو برج النسر الواقع بسرعة غير معهودة لنا على الأرض)



واذا تصورنا اقترابنا من برج النسر فنتصور أننا نقترب منه عشرة أميال كل ثانية وأننا نقترب منه يوميا بما يقرب من مليون من الأميال



تندفع الشمس في الفضاء بسرعة 750 ميلا في الدقيقة نحو كوكبة الشليان التي فيها النسر الواقع ويتبعها في ذلك سياراتها وتوابعها والكويكبات أي الأسرة الشمسية كلها



وبما لدينا من معلومات عن هذه المسافة يمكننا القول أن المجموعة الشمسية لن يكون في استطاعتها الوصول الى المكان الذي يقع فيه هذا البرج الآن إلا بعد مدة تتراوح بين مليون ونصف سنة من وقتنا الحاضر


هذه المعجزة العلمية أما المعجزة البلاغية فهي أن اللفظ (لمستقر) يجمع الوجهين


كونها تدور حول نفسها وكونها تندفع في الفضاء بسرعة هائلة الى هدف خاص



وتحرك المجموعة الشمسية كلها هو ما عناه القرأن الكريم بقوله(كل في فلك يسبحون)الأنبياء



أي الشمس والقمر والأرض التي كني عنها بالليل والنهار يجرون في فلك واحد وهذه هي الحقيقة التي أثبتها القرأن وظلت مطوية حتى أظهلرها العلم الحديث وقد ذكر دلك في القرأن في عدة مواضع


[size=48]سبحان الله وبحمدهوالشمس تجري Eh_sسبحان الله العظيم[/size]