بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


قال الله تعالى (( أو كظلمت في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذآ أخرج يده لم يكد يرىها و من لم يجعل الله له
نورا فما له من نور 
)) العنكبوت -40-


الدلالة العلمية

تقول الموسوعة البريطانية : غالبا ما تكون البحار و المحيطات العميقة مغطاة بسحب ركامية كثيفة تحجب قدرا كبيرا من ضوء الشمس , كما يظهر في أكثر صور الأقمار
الاصطناعية , فتعكس هذه الغيوم كمية كبيرة من أشعة الشمس و تحجب قدرا كبيرا من ضوئها , و أما الضوء الباقي فيعكس الماء قسما منه , و يمتص القسم الآخر الذي
يتناقص تناقصا رأسيا مع تزايد عمق المياه , فتنشأ مستويات من الظلمات داخل هذه البحار حتى عمق مائتي متر و يشتد الظلام بعد عمق 1000متر حيث تنعدم الرؤية تماما .
و قد كان '' قرص سيتشي " ( the secchi disk ) i ) هو أول جهاز استخدم لقياس عمق نفاذ الضوء في مياه المحيط .

و قد استطاع العلماء مشاهدة الأسماك في البحار العميقة على عمق يتراوح بين ( 600م-2700م ) و التي تستخدم أعضاء مضيئة لترى في الظلام و تلتقط فريستها .


وجه الاعجاز :

أشارت الأية الكريمة الى ظاهرة الظلمات في البحار العميقة بتعبير البحر اللجي و هو البحر العميق , و أن الظلام في هذه البحار ظلام متدرج , قال المفسرون : '' المراد
بهذه الظلمات ظلمة السحاب و ظلمة الموج و ظلمة البحر , فلا يبصر من كان في هذه الظلمات شيئا '' . فالسحب الكثيفة التي تغطي هذه البحار تعكس قدرا من ضوء الشمس
و البحار تعكس بأمواجها السطحية جزءا آخر من هذا الضوء ثم تمتص المياه ألوان طيف الشمس لونا بعد آخر حتى تختفي ألوان الطيف تماما , ثم يأتي دور الأمواج الداخلية
الذي يحيل الأعماق الى ظلام دامس حتى اذا أخرج الانسان يده لن يراها . و جاء تعبير ظلمات بعضها فوق بعض ليصف الواقع في هذه البحار بدقة بالغة . كما أن الأسماك
في تلك الأعماق ليس لها عيون بل مجهزة بأعضاء منيرة خلقها الله تعالى في جسمها لتنير طريقها , و هذا وجه قوله تعالى :

(( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )) النور -40-

هذه الحقائق العلمية المدهشة ذكرها القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا , فمن أخبر محمدا صلى الله عليه و سلم بها ؟

انه الله جل في علاه .


و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .

المرجع : المنح الالهية في اقامة الحجة على البشرية للدكتور : عبد الله بن عبد العزيز المصلح .