محضر اجتماع


إنه فى يوم فى شهر فى سنة اجتمعنا نحن حشرات الغابة واكتمل نصابنا للنظر فيما أصابنا من الذئب الذى طغى وبغى..


بدأ الاجتماع فى الغابة بحضور الذبابة والبعوضة والبرغوث والعنكبوت والنملة والقملة والدبور والنحلة والقراض ممثلاً عن الفأر، والعتة نائباً عن الصرصار، وفى الكلمة الافتتاحية التى اشتملت على التحية ثار خلاف عندما بدأت النملة وقالت (أيها الإخوة) فغضبت القملة واقترحت أن تكون (أيها الزملاء) بينما قال الدبور (يجب أن نكون واقعيين ونبدأ بكلمة أيتها الحشرات الكريمة)

وقال العنكبوت إن الكلمة ملخبطة وطلب حذفها من المضبطة فتصدت له الذبابة وقالت (الأفضل هى كلمة أيها الناس) فصرخ الصرصار وقال (إحنا مش ناس) وهدد بالانسحاب فطلب القراض الكلمة وقال (هناك كلمة ستكون محل إجماع منا وهى أيها الهوام)، فصرخوا فى وجهه بأنها كلمة غير مفهومة فاقترح إصدار ملحق مع البيان الختامى لتوضيح معناها لكنهم رفضوا، وقالت النحلة لماذا لا نوفر على أنفسنا المشاكل ونقول (أيها الحاضرون؟)



فاستحسنوا هذه الكلمة، لكن الذبابة طلبت أن تكون الكلمة شاملة (أيها الحاضرون والغائبون أيضاً) وقالت النملة (ليس عيباً أن نستعين بكلمة عبدالوهاب أيها الراقدون تحت التراب) فقالت الذبابة (وأين الطائرون فى الهواء مثلى؟) فتأملهم الفأر وقال بهدوء وحكمة (علينا منعاً للخلاف أن نقول «أيها» ثم نتركها فاضية كل واحد يملؤها بمزاجه).

فقالت النملة: (سوف يعرف الناس أننا لم نتفق لذلك أقترح حلاً حاسماً أن نقول أيها الصرصار أيها الدبور أيها الفأر أيها العنكبوت وهكذا كل أحد باسمه فيمتنع الخلاف) فردت العتة وقالت (ما تقولينه قد يصلح فى الأفراح عندما تذكرين اسماً اسماً ثم تقولين وأنا وأنت لكننا فى مؤتمر كبير ومحترم) فاعترضت الذبابة على كلمة «محترم» وطلبت حذفها وقالت إننا مازلنا واقفين عند كلمة «أيها».. كان الذئب يعوى فى الخارج ووصل إليهم صوته فقال الفأر (لماذا لا نخاطبه مباشرة ونقول أيها الذئب) فوافقوا على ذلك بالإجماع وأضافوا
إليها (أيها الذئب اى حاجة تعجبك خدها وكلها بالهنا والشفا )