تقاليد مجتمع عقيم





 تقاليد مجتمع عقيم  Images?q=tbn:ANd9GcRwTugAdELfD6qtgkfGYT9x6SZmr2fSWR4t-WWHgBxtUjwpdZD7WA


خلقت بمفردي في بطن أمي دون توأم لي , وسأموت بمفردي وسيحاسبني الله بمفردي دون أن يحمل أحد منكم عقاب ذنب من ذنوبي التي أرتكبتها , فلما أخشي كلامكم وهواجسكم المريضة , التي ما زادتني سوي كرهاً لكم ولمجتمعكم المريض .
مجتمعي المريض , كم تحمل بداخلك من أناس لا تفهم عن مفهوم الحرية إلا انه لا يصلح للنساء , وحدهم الرجال فقط من يمنحون الحرية , فالأنثي عفاء لابد من المحافظة عليها ومحاصرتها حتي الدخول الي السجن الآخر , حين تنتقل من بيت أبيها إلي بيت هذا الزوج الأحمق , الذي ما زادها إرتباطها به سوي سجن جديد فوق سجنهم , وتحكمات ليس للانثي ذنب في وضع المجتمع الذكوري هذا ليها .
أعلم أن مجتمعي ذكوري , ولم أعارض يوما هذا الأمر , ولم أطالب يوما أن يصبح ورثي مثلما جعل الله لأخي ضعف حظ الأنثتين , أو أن يتساوي مقدار الرجل والمرأة في المجتمع , كثرثرة العديد من النساء الحمقاوات اللاتي يظنون أنهم بهذه الطريقة سيحققوا مبدأ المساواة , فالله عادل لم يخلقنا ذكر وأنثي ليفرق طرف عن الأخر , إن كان الله رفع قدر الرجل عن المرأة فالله الحق العادل , لما نتعارض نحن الآن .
لم أكن يوماً من المطالبين بالمساواة بين الرجل والمرأة , ولكنني من المطالبين بمنح الأنثي الحق في الحرية الشخصية وإختيار ما هو مناسب لها ومتكافئ معها مثلما الرجل , أنا من الذين يطالبون بمنح المرأة الحق والمجازفة في إصدار قراراتها وإتخاذ ما تراه صحيح , لبناء شخصيتها دون أن تكون تابعة لأحد .
ولكن مجتمعنا الأحمق لا يصنف هذا تحت مسمي الحرية , ولكنه يصنفه تحت قسم عدم الإحترام , كيف لمجتمع ذكوري أن يفهم أن للمرأة الحق في تكوين شخصيتها وتحمل ما ترتبكه إن كان صواباً أم خطأ ؟
إن كانت المرأة أكثر الكائنات فشلاً في حياتها , فالسبب هو مجتمعنا هذا وتلك العادات التقليدية التي يسير عليها الأهالي الآن وفقاً لما وجدوا أجدادنا يسيرون عليه , ونسوا أن لكل جيل معتقدات وعادات , فكيف لنا أن نسير علي عادات وقوانين كان يسير عليها أجدادنا من عشرات السنين ؟
حين تجد نفسك غريباً بين أحبابك ورفقائك , تتمني مجيئ وقت الرحيل سريعا , لتترك رفقتهم وتفل مبتعدا عنهم , إن كنت حقاً لا تجد نفسك بينهم , ترتاح أكثر وقت وحدتك التي ستدمر ذاكرتك من التفكير يوما إذا , فأعلم وقتها أنك ملعون .
أجدني الجأ كثيرا للوحدة واصفة إياها راحة لي , لا تصدق حديثي عندما أعيد مرارا وتكرارا أنني سعيدة برفقة وحدتي , فها انا أنتظر الليل حتي أجتمع مع أحزاني أتجزع من كؤؤس البؤس , لأقضي ليلتي بين دموعي المتساقطة كالأنهار , مراجعة كافة الأحداث في الأثني والعشرون عاماً الماضية , ملعونة أنا , نعم ملعونة برفقة من لا يحمد الله علي رفقتهم .