إن الحمد للـہ نحمدہ ونستعينـہ ونستغفره، ونعوذ باللـہ من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللـہ


فلا مضل لـہ، ومن يضلل فلا هادي لـہ والحمد للـہ الذي أخرجنا بالإسلام من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار


المعرفۃ والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات ، والحمد للـہ الذي أنزل على عبده الگتاب ولم يجعل لـہ


عوجا ،وشرع الإسلام وجعل لـہ منهجاً, وأعز أرگانـہ على من غالبـہ ، فجعلـہ أمناً لمن تمسگ بـہ ، وسلماً لمن


دخلـہ ، وبرهاناً لمن تگلم بـہ ، وشاهداً لمن خاصم عنـہ ، ونوراً لمن استضاء بـہ ، وفهماً لمن عقل ، ولباً لمن تدبر ،


وآيةً لمن توسم ، وتبصرةً لمن عزم ، وعبرۃ لمن اتعظ ، ونجاۃ لمن صدق ، وثقۃ لمن توگل ، وراحۃ لمن فوض ، وجنۃ


لمن صبر وأشهد أن لا إلـہ إلا اللـہ، وحده لا شريگ لـہ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسولـہ، أرسلـہ بدين الهدى ليخرج


الناس من الظلمات إلى النور، فأنار بـہ سبل الخير، ودروب الرشاد، فأمات الگفر والضلالات، ومحا الزيغ والهوى، وأحيا


السنن، وأمات البدع، عليـہ الصلاۃ والسلام، وعلى آلـہ وصحابتـہ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.



 خمسُ خصال موجبةٌ لدخول الجنة 1440700305033


ومما ورد فيـے ذگر خطبۃ النبيـے صلى اللـہ عليـہ وسلم فيـے حجۃ الوداع حديثُ أبيـے أمامۃ الباهليـے


صلى اللـہ عليـہ وسلم قال: سمعت رسول اللـہ صلى اللـہ عليـہ وسلم يخطب فيـے حجۃ الوداع


فقال: ((اتقوا ربگم وصلوا خمسگم، وصوموا شهرگم، وأدوا زگاۃ مالگم، وأطيعوا ذا أمرگم تدخلوا جنۃ ربگم)).


رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. ورواه أحمد والحاگم بلفظ: ((اعبدوا ربگم)).


وهيـے وصيۃ جامعۃ فيـے ذگر موجبات دخول الجنۃ، وأسباب الظفر بنعيمها، والفوز بخيراتها وملذاتها،


وهيـے الدار التيـے أعدها اللـہ لعباده المطيعين وأوليائـہ الصالحين،


وجعل فيها من النعيم الگريم والثواب العظيم، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر


(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدۃ:17]،


وفيـے قولـہ صلى اللـہ عليـہ وسلم فيـے هذا الحديث: ((تدخلوا جنۃ ربگم)) إضافۃ الجنۃ إلى الرب


سبحانـہ، وهذا فيـہ تشريفٌ لها، وتعليةٌ لشأنها، ورفعٌ لقدرها.


 خمسُ خصال موجبةٌ لدخول الجنة 144070029991


الأول: قولـہ (اتقوا ربگم) أي بفعل أوامره، والبعد عن نواهيـہ، فأصل التقوى أن يجعل العبدُ بينـہ وبين ما


يخافـہ وقايۃ تقيـہ منـہ، وتقوى العبد لربـہ أن يجعل بينـہ وبين ما يخشاه من ربـہ


من غضبـہ وسخطـہ وعقابـہ وقايۃ تقيـہ من ذلگ، وهو فعلُ طاعتـہ، واجتنابُ معاصيـہ، گما قال طلق بن


حبيب ـ رحمـہ اللـہ ـ: ((تقوى اللـہ عمل بطاعۃ اللـہ على نور من اللـہ رجاءُ رحمۃ اللـہ،


وترگ معصيۃ اللـہ على نور من اللـہ خيفۃ عقاب اللـہ)).


فتقوى اللـہ عز وجل جدٌّ واجتهاد، ونصح للنفس بطاعۃ اللـہ والتقرب إليـہ بما يرضيـہ، ولا سيما فعلُ الفرائض


والواجبات، والبعدُ عن المعاصيـے والمنگرات. ويدخل فيـے تقوى اللـہ الإيمانُ بأصول هذا الدين وعقائده القويمۃ،


والقيام بشرائع الإسلام وعبادتـہ، فگل ذلگ من خصال التقوى ومن أوصاف المتقين،گما قال اللـہ تعالى:


(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ


وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ


الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ


صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرۃ:177].


••●


الثانيـے: قولـہ: (وصلوا خمسگم) أي: حافظوا على الصلوات الخمس المفروضۃ، فإن المحافظۃ عليها من


موجبات دخول الجنۃ، وإضاعتَها من موجبات دخول النار، وهيـے عماد الدين وآگد أرگانـہ بعد الشهادتين،


وهيـے صلۃ بين العبد وربـہ، وهيـے أول ما يحاسب عليـہ العبد يوم القيامۃ، فإذا صلحت صلح سائر عملـہ،


وإذا فسدت فسد سائر عملـہ، وهيـے الفارقۃ بين المسلم والگافر، فإقامتها إيمان، وإضاعتها گفر، فلا دين


لمن لا صلاۃ لـہ، ولا حظَّ فيـے الإسلام لمن ضيع الصلاۃ.


ففيـے المسند وغيره عن عبد اللـہ بن عمرو بن العاص رضيـے اللـہ عنهما عن النبيـے صلى اللـہ عليـہ


وسلم أنـہ ذگر الصلاۃ يوماً فقال: ((من حافظ عليها گانت لـہ نوراً وبرهاناً ونجاۃ يوم القيامۃ، ومن لم


يحافظ عليها لم يگن لـہ نور ولا برهان ولا نجاۃ، وگان يوم القيامۃ مع قارون وفرعون وهامان وأبيِّ بن خلف)).


••●


الثالث: قولـہ (وصوموا شهرگم) أي: شهر رمضان المبارگ بالامتناع فيـے نهاره عن الطعام والشراب وسائر


المفطرات، وهو شهر واحد يمر گلَّ عام گتب اللـہ على العباد صيامـہ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ


كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرۃ:183]، وهيـے قليلۃ


وصيامها فيـے غايۃ اليسر والسهولۃ، يجتمع فيـہ المسلمون گلُّهم على أداء هذه الطاعۃ، فيترگون فيـہ


شهواتهم الأصليةَ من طعامٍ وشراب ونگاح، ويعوضهم اللـہ عن ذلگ من فضلـہ وإحسانـہ تتميمَ دينهم،


وزيادۃ گمالهم، ونيل أجره العظيم وبره العميم، وفيـے الجنۃ باب يقال لـہ الريان لا يدخل منـہ إلا الصائمون.


••●


الرابع: قولـہ (وأدوا زگاۃ مالگم) أي التيـے فرض اللـہ عليگم، وجعلها حقاً فيـے المال، وهيـے لا تجب على


فقير ليس عنده نصاب زگوي، وإنما تجب على الأغنياء تتميماً لدينهم وإسلامهم، وتنميۃ لأموالهم وأخلاقهم،


ودفعاً للآفات عنهم وعن أموالهم، وتطهيراً لهم من السيئات ومواساةً لمحاويجهم وفقرائهم، مما يدل على


گمال هذه العبادۃ وعظم نفعها.


••●


الخامس: قولـہ (وأطيعوا ذا أمرگم) وفيـے هذا الأمر بالسمع والطاعۃ لولاۃ أمر المسلمين فيـے غير معصيۃ


اللـہ والنصح لهم، وعدم الخروج عليهم، ونزعِ اليد من طاعتهم، قال اللـہ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ


وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء: 59]، ومن تأگيد النبيـے صلى اللـہ عليـہ وسلم على هذا الأمر


فيـے حجۃ الوداع ما رواه مسلم فيـے صحيحـہ عن يحيى بن حصين قال: سمعت جدتيـے تحدث أنها سمعت


النبيـے صلى اللـہ عليـہ وسلم يخطب فيـے حجۃ الوداع وهو يقول: ((ولو استعمل عليگم عبد يقودگم بگتاب


اللـہ فاسمعوا لـہ وأطيعوا))، فالواجب اتخاذ ذلگ ديناً وقربۃ يُتقرب بها إلى اللـہ عز وجل، فالذي أمر بطاعۃ ولاۃ


الأمر هو الذي أمر بالصلاۃ والصيـام والزگاۃ، وگلُّ ذلگ من موجبات دخول الجنۃ ونيلِ رضـا اللـہ عز وجـل. وقــد


أضيفت هذه الخصالُ الخمس فيـے الحديث إلى المؤمنين لأنها من خصوصيتهم وموجبات گمالهم.


 خمسُ خصال موجبةٌ لدخول الجنة 1440700299962


((حگمةُ إضافةِ هذا وما بعده إليهم إعلامُهُم بأن ذواتِ هذه الأعمالِ بگيفيتها المخصوصۃ من خصوصياتهم


التيـے امتازوا بها عن سائر الأمم، وحثُّهُم على المبادرۃ للامتثال بتذگيرهم بما خوطبوا بـہ، وتذگيرُهم بأن


هذه الإضافةَ العمليةَ يقابلها إضافةٌ فضليةٌ هيـے أعلى منها وأتمُّ، وهيـے الجنةُ المضافةُ إلى وصف الربوبيۃ


المشعرِ بمزيد تربيتهم وتربيةِ نعيمهم بما فارقوا بـہ سائر الأمم))(تحفۃ الأحوذي (3/238)). اهـ.


 خمسُ خصال موجبةٌ لدخول الجنة 1440700310185


اللهم إنا نسألگ التوفيق لدخول الجنۃ دار النعيم المقيم،


والإعانۃ على القيام بموجبات دخولها إنگ سميع مجيب.


 خمسُ خصال موجبةٌ لدخول الجنة 1440700310246