السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


التقى الامام أبي حنيفة النعمان يوما , بعض الملاحدة الذين ينكرون وجود الله الخالق جل جلاله و بدؤوا يناقشونه و يعطونه وجهة نظرهم .

فقال لهم أبو حنيفة : ما تقولون في رجل يقول لكم : أنه راى سفينة مشحونة مملوءة بالأمتعة و الأحمال , قد احتوشتها في لجة البحر أمواج متلاطمة و رياح عاصفة ,

وهي من بينها ( أي السفينة ) تجري مستوية ليس فيها ملاح يجريها أو يقودها , ولا متعهد يدفعها أو يسوقها , فهل يجوز ذلك في العقل ؟

فقالوا : لا , هذا شيئ لا يقبله العقل و لا يجيزه الوهم .

فقال أبو حنيفة : فيا سبحان الله ! اذا لم يجز في العقل وجود سفينة مستوية من غير متعهد و لا مجر فكيف يجوز قيام هذه الدنيا على اختلاف أحوالها و تغير أمورها

و أعمالها و سعة أطرافها و تباين أكنافها من غير صانع و حافظ و محدث لها ؟ !

قال الله تعالى (( و خلق كل شيئ فقدره تقديرا )) الفرقان -2-

قال الله تعالى (( الذي خلق فسوى و الذي قدر فهدى )) الأعلى -3-

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة, وكان عرشه على الماء )) رواه مسلم .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه و سلم .