بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا فهدى به من علم منه الهدى واضل من في قلبه عمى وعلى آذانه وقرا.
و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد ،
يقول الله سبحانه و تعالى" هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قولبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا و ما يذكر إلى أولو الألباب "
فلما كان منهج أهل الحق اتباع المحكمات و رد المتشابه إلى المحكم ومعنى رد المتشابه الى المحكمم أي : اثبات المحكم على معناه وتأويل المتشابه بوجه يتوافق معه ولا يعارضه و كان منهج أهل الزيغ الفرح بالمتشابه والمجاهدة لمعارضة المحكم به " و ما كيد الكافرين إلا في ضلال "
فقد ظهر أحد أدعياء المشيخة الجدد ليزعم أن نبي الله صلى الله و عليه و سلم لما اتخذ خاتما فإنه أطاع الطاغوت ..
أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله لقد تطاول الشرق والغرب و نهق السفهاء كل يسب نبي الله تعالى و كل يرميه بشتيمة بطريقته وعلى هواه واعظم من يسبه ويظن انه يحسن صنعا ، فمعذرة إليك يا نبي الله ما لنا شوكة فنظفر بأعدائك أعداء الدين و لكني أنشر هاته السطور لنبرأ الذمة و لنظهر المحجة و ننسف حجج المبطلين الخاسرين في الدنيا و الآخرة و عوننا الله عليه توكلنا و هو حسبنا و نعم الوكيل .
فإننا نسأل هذا المفتري الذي يفتري على الله سبحانه وتعالى و يجتريء على رسوله صلى الله عليه و سلم و لا يرقب في مؤمن إلا و لا ذمة ، نسأله هنا:
هل ظل أصل الدين مبهما طوال عشرين عاما و كيف سنعارض بهذا الحادثة عشرين عاما من الدعوة لعبادة الله واجتناب الطاغوت ؟
و أين نضع القاعدة المشهورة "لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة " من هذا و كيف يتأخر البيان في أعظم شيء على وجه الأرض ؟؟؟ أيتأخر البيان عن أصل الدين عشرين عاما ، فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم إن الهوى إذا عصف بالمرأ تركه تائها ضالا غارقا في جهله يريد أن يتشبث بأية قشة صغيرة عله ينصر باطله و لكن هيهات هيهات فالله ناصر دينه و مظهر الحق و لو كره الكافرون .#
ثانيا : إن أصل الدين نص محكم يقول فيه البارئ سبحانه وتعالى " و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت " ، و الحادثة التي ذكرت لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعارض النص المحكم فحادثة العين دليل عملي و الدليل العملي ليس بمحكم بل محتمل فهو متشابه ... فهل يزال المحكم بالمتشابه ؟؟؟؟ "مالكم كيف تحكمون " .
ثم كيف يبنى أصل الدين على أمر متشابه ، فإن فعلت تكون قد خالفت صريح القرآن و إجماع المسلمين كافة ؟ فكيف يتفق إحكام أصل الدين مع قولك الشنيع الباطل المردود على وجهك الكالح ؟؟؟
فيا ايها الجاهل: ما الفرق بين قولك هذا وقول مشركي قريش بان يعبدوا اله محمد سنة ويعبد الههم سنة أي: ان تجتمع طاعة الله وطاعة المعبود من دين الله في دين واحد؟؟؟!!!!!!!!!!
ألا تعلم ايها الجاهل ان الاسلام يقوم على طاعة الله وحده وهذا قولنا نقوله تبعا لسلفنا الصالح الذين خرجت عنهم وشاققتهم فولاك الله ما توليت وان مت على ذلك اصلاك جهنم وبئس المصير.
انظر يا اعمى البصر والبصيرة الى اقوال أئمتنا المهتدين: قال شيخ المفسرين رحمه الله تعالى: والذي أراد ابن عباس إن شاء الله بقوله في تأويل قوله:اعبدوا ربكم, وحدوه أي: أفردوا الطاعة والعبادة لربكم دون سائر خلقه أ.هـ تفسيرالطبري1/160.
وقال أيضا: ويكون الدين كله لله يقول حتى تكون الطاعة والعبادة كلها لله خالصة دون غيره أ.هـ الطبري9/248.
وقال أيضا: يقول تعالى ذكره اجتنبوا أيها الناس عبادة الأوثان وقول الشرك مستقيمين لله على إخلاص التوحيد له وإفراد الطاعة والعبادة له خالصا دون الأوثان والأصنام غير مشركين به شيئا من دونه أ.هـ تفسير الطبري17/155.
واظر الى قوله كيف يصف حالك وامثالك: وقال أيضا: وقوله:ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى يقول تعالى ذكره ومن الناس من يخاصم في توحيد الله وإخلاص الطاعة والعبادة له بغير علم عنده بما يخاصم ولا هدى يقول ولا بيان يبين به صحة ما يقول ولا كتاب منير يقول ولا بتنزيل من الله جاء بما يدعى يبين حقية دعواه أ.هـ تفسير الطبري21/79.
فهذا شيخ الاسلام يقرر ما قرره ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه ان التوحيد الذي امرنا الله باخلاصه له ولا نجعله لغيره هو طاعته وحده فهذا هو الاستسلام لله وحده فكيف يكون هناك طاعة لغير الله تعالى مع ما قرره علماء الاسلام بهذه النصوص الواضحة الصريحة فاين قالوا خلاف ذلك؟
اين جعلوا الطاعة لغير الله تعالى؟
من منهم فسر حادثة للنبي عليه السلام او صحابته انها طاعة للطاغوت او المشركين؟
فحكم الطاعة كان من المسلمات عندهم وانه الدين الذي بعث الله به رسله.
ولكن الآفة هي إنما بفهم حقيقة الطاعة التي جعلها قومنا لكل طلب فعل ومعلوم عند اقل الناس علما من طلبة العلم ان طلب الفعل من الامور المحتملة لان له ثلاث وثلاثون معنى وكل معنى له حكمه.
واختلط على هؤلاء الجهال ان الطاعة تكون باعتبار الآمر وتكون باعتبار المأمور به وباعتبار الأمر
فمن لم يميز بين هذه الامور كيف يتكلم في دين العزيز الغفور؟؟
فليس في أي شيء مما يذكر فيه طاعة اطلاقا لان الرسول عليه السلام لا يفعل الا بوحي فاذا فعل شيئا ما علمنا ان هذا حق وليس منسوب الى الطاغوت ابتداء. فهل يكون الله مشرعا لما شرعه الطاغوت يعني يكون تابعا له .فكل ما احدثه الطاغوت ليس له اصل الا فعل كان على وجه الصحة فمسالة الختم شيء من العادات التي بين الملوك وليس من التشريعات ولس كل عادة قبيحة لكن كل تشريع للطاغوت قبيح لان هذا الغعل ليس عاما متعلقا بالافراد. وانما بالملوك .فلو اراد ان يرسل فرد من الرعية رسالة الى الملك فهل عنده ختم ليختمها ؟ لا فهذا شيء تداوله الملوك ليتميزوا عن غيرهم من حيث الاهمية.
ثم هناك قاعدة نص عليها العلماء رحمهم الله تعالى بينوا فيه
ان افعال الرسول عليه السلام ليست كلها على منزلة واحدة :
هناك افعال كونه نبي
فمن افعاله ما هو كونه الامام الاعظم
هناك افعال كونه قاض المسلمين
هناك افعال كونه اب
هناك افعال كونه زوج
فتنزل كل منزله بقدرها
لا بيستدل المسلم العادي بفعله عليه السلام كونه امام اعظم
او يستدل الاعزب بفعل له كزوج
او يستدل مسلم عادي بفعله كأب
فهل نستدل بركوب الحسن على ظهره بالصلاة
على جواز صعود المسلم العادي على ظهره
ونقول هذه سنة سكوتية
وهل نستدل بهجر زوجاته له عليه الصلاة والسلام اليوم بان يهجره المسلم العادي
وهذه الحادثة سبق لعلمائنا رحمهم الله بيانها فهل قال احدهم ان هذا من طاعة الطواغيت الجائزة
بل هل ذكرت مسالة طاعة الطواغيت على اي تقسيم في اي من كتب الاسلام على الاطلاق؟
فهذه مسالة لا يمكن تصورها في الاسلام اطلاقا
لماذا ؟ لانها مخالفة لاصل الدين لا يحتاج بيانها الى كبير عناء فلم لم يذكروها؟
هل غابت عنهم وتفطن لها الضالون؟
فنقول لهذا الضال ان معنى التشريع هو الحكم
والحكم معناه كما اجمع عليه اهل الاسلام قاطبة انه: خطاب الشارع للمكلفين بالاقتضاء والتخيير والوضع
وهذا يتضمن الحكمين بنوعيهما:
الأول:التكليفي وهي الاحكام الخمسة: الوجوب والتحريم والتحليل والكراهة والاستحباب.
الثاني: الوضعي بانتفاء مانع او تحقق شرط او وجود سبب او صحة او فسادا.
فنقول لهذا الضال : هل الرسول عليه السلام بناء على معنى التشريع انه مخاطب من قيصر وكسرى بالاحكام التكليفية والوضعية.
فاذا كان مخاطب بما هو مباح ؟
اليس هذا معناه ان قيصر وكسرى هم من يبيحون له وما الفرق بين خطاب وخطاب وتشريع وتشريع.. وهل هو تابع لهم تحت سلطانهم داخل تحت طاعتهم ومخاطب بشرائعهم .
ايها الضال المهوس هل تعي ما يخرج من راسك؟
فهذا الفعل من اي شيء على معنى التشريع؟قبحك الله تعالى وقبح جهلك
و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .