بيان مَن المؤمن، ومَن المسلم، ومَن المجاهد، ومَن المهاجر  794781200
المقدمـۃ..

إن الح‘ـمد للـہ نحـمده ونسٺعينـہ ۋنسٺغفره، ۋنعۋذ باللـہ من شرۋر أنفسنا ۋمن سيئاٺ أعمالنا،

من يهده اللـہ فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي لـہ

ۋأشهد أن لا إلـہ إلا الله، ۋحـده لا شريگ له، ۋأشهد أن محـمدًا عبده ۋرسۋله، أرسلـہ بدين الهدى

ليخ‘ـرج‘ الناس من الظلماٺ إلےٰ
النۋر، فأنار بـہ سبل الخ‘ـير،

ۋدرۋب الرشاد، فأماٺ الگفر والضلالاٺ، ۋمح‘ـا الزيغ والهۋى، ۋأح‘ـيا السنن، ۋأماٺ البدع،

عليـہ الصلاة والسلام، ۋعلےٰ آلـہ وصح‘ـابٺـہ
ۋمن ٺبعهم بإحـسان إلےٰ يۋم الدين، وبعد.


بيان مَن المؤمن، ومَن المسلم، ومَن المجاهد، ومَن المهاجر  596296713
الموضۋع..

رۋى الإمام أح‘ـمد في مسنده عن فضالـۃ بن عبيد رضي اللـہ عنـہ قال: قال رسۋل اللـہ صلےٰ اللـہ عليـہ

ۋسلم في حـجـۃ الوداع: ((ألا أخ‘ـبرگم بالمؤمن؟ من أمنـہ الناس علےٰ أموالهم ۋأنفسهم،

والمسلم من سلم المسلمۋن من لسانـہ ۋيده، والمجاهد من جاهد نفسـہ في طاعـۃ الله،

ۋالمهاج‘ـر من هج‘ـر الخ‘ـطايا والذنۋب)).

فهذا الح‘ـديث الذي هۋ من جملـۃ ۋصايا النبي صلےٰ اللـہعليـہ ۋسلم ۋٺعليمـہ لأمٺـہ في حـج‘ــۃ الۋداع

فيـہ بيان لگمال مسمياٺ هذه الأسماء الج‘ـليلـۃ: الإيمانِ والإسلام والج‘ـهاد ۋالهجرة،

ۋبيانٌ للمسٺحـقين لهذه الأسماء علےٰ الحـقيقـۃ الۋاجبـۃ لهم، ۋالٺي يٺرٺب عليها السعادة الٺامـۃ

في الدنيا والآخرة، وذگرٌ لح‘ـدودها بگلام ج‘ـامع شامل.

1- فالمؤمن من أمنـہ الناس علےٰ دمائهم وأمۋالهم
، فإن الإيمان إذا ٺمگن في القلب، ۋامٺلأ القلب بـہ

أۋجب لصاحـبـہ القيام بحـقۋق الإيمان الٺي من أهمها: رعايـۃ الأماناٺ، ۋالصدق في المعاملاٺ،

والورع عن ظلم الناس في دمائهم ۋأمۋالهم، ۋمن گان گذلگ عرف الناس هذا منـہ ۋأمنوه علےٰ

دمائهم ۋأمۋالهم ۋۋثقۋا به، لما يعلمۋن منـہ من مراعاة الأماناٺ،

فإن رعايـۃ الأمانـۃ من أخص ۋاج‘ـباٺ
الإيمان گما قال صلےٰ اللـہ عليـہ ۋسلم: ((لا إيمان لمن لا أمانـۃ له)).

2- ۋالمسلم من سلم المسلمۋن من لسانـہ ۋيده، ۋذلگ أن الإسلام الح‘ـقيقي هۋ الاسٺسلام للـہ

ۋٺگميلُ عبۋديٺـہ والقيام بحـقۋق المسلمين ۋلا يٺم الإسلام حـٺےٰ يحـب للمسلمين ما يح‘ـب لنفسه،

ولا يٺحـقق ذلگ إلا بسلامٺهم من شر لسانـہ ۋشر يده، فإن هذا أصل هذا الفرض الذي عليـہ

المسلمون، فمن لم يسلم المسلمۋن من لسانـہ أۋ يده گيف يگۋن قائماً بالفرض الذي عليـہ
لإخ‘ـۋانـہ المسلمين؟

ۋمن بسط في المسلمين يده ۋلسانـہ أذىً ۋعدۋاناً أين هۋ من ٺح‘ـقيق الإسلام؟ فسلامٺهم من

شره القولي ۋالفعلي
عنۋان علےٰ گمال إسلامه.

ۋفي هذا دلالـۃ علےٰ أن المؤمن أعلےٰ رٺبـۃ من المسلم، فإن من گان مأموناً علےٰ الدماء ۋالأمۋال

گان المسلمۋن يسلمۋن من لسانـہ ۋيده ولۋلا سلامٺُهم منـہ لما ائٺمنۋه،

وليس گلُّ من سلموا منـہ يگۋن مأمۋناً عندهم، فقد يٺرگ أذاهم ۋهم لا يأمنۋن إليـہ خ‘ـۋفاً أن يگۋن

ٺرگ أذاهم لرغبـۃ أۋ رهبـۃ لا لإيمان في قلبه.

ففسر المسلمَ بأمر ظاهر وهۋ سلامـۃ الناس منه، ۋفسر المؤمنَ بأمر باطن ۋهۋ أن يأمنۋه علےٰ

دمائهم ۋأمۋالهم وهذه الصفـۃ أعلےٰ من ٺلگ.

3- والمج‘ـاهد من جاهد نفسـہ في طاعـۃ الله، ۋذلگ أن النفس ميالـۃٌ إلےٰ الگسل عن الخيراٺ، أمارةٌ

بالسۋء، سريعـۃُ الٺأثر عند المصائب، ۋٺحـٺاج‘ إلےٰ صبر ۋج‘ـهاد في إلزامها طاعـۃ الله،

ۋثباٺها عليها، ۋمجاهدٺها عن معاصي الله، ۋردعها عنها، ۋج‘ـهادها علےٰ الصبر عند المصائب، وهذه

هي الطاعاٺ، امٺثال المأمور ۋاجٺناب المحـظۋر،

ۋالصبر علےٰ المقدۋر، فالمج‘ـاهد حـقيقـۃ من جاهدها علےٰ هذه الأمور لٺقۋم بۋاجبها ۋۋظيفٺها.

بيان مَن المؤمن، ومَن المسلم، ومَن المجاهد، ومَن المهاجر  380791464
وج‘ـهاد النفس أربع مراٺب:

إحـداها
: أن يجاهدها علےٰ ٺعلم الهدى ۋدين الحـق الذي لا فلاحـ لها ۋلا سعادة في معاشها ۋمعادها

إلا به، ومٺےٰ فاٺها علمـہ شقيٺ في الدارين.

الثانيـۃ
: أن يجاهدها علےٰ العمل بعد علمه، ۋإلا فمج‘ـرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها.

الثالثـۃ
: أن يج‘ـاهدها علےٰ الدعۋة إليـہ ۋٺعليمـہ من لا يعلمه، ۋإلا گان من الذين يگٺمۋن ما أنزل اللـہ

من الهدى ۋالبيناٺ، ۋلا ينفعـہ
علمـہ ۋلا ينجيـہ من عذاب الله.

الرابعـۃ: أن يج‘ـاهدها علےٰ الصبر علےٰ مشاق الدعۋة إلےٰ اللـہ ۋأذى الخلق، ۋيحـٺمل ذلگ گلـہ لله، ذگر

هذه المراٺب العلامـۃ
ابن القيم رحـمـہ الله(زاد المعاد (3/6)).

وقد ثبٺ في الح‘ـديث أن النبي صلےٰ اللـہ عليـہ ۋسلم قال: ((أفضل الج‘ـهاد أن يج‘ـاهد الرج‘ـل نفسـہ
وهۋاه)).

ۋإذا قصّر المسلمۋن في جهاد أنفسهم ضعفوا عن جهاد أعدائهم، فيح‘ـصل بذلگ ظهورٌ لأعدائهم
عليهم.

قال شيخ الإسلام ابن ٺيميـۃ رح‘ـمـہ الله: ((ۋحـيث ظهر الگفار فإنما ذلگ لذنۋب المسلمين الٺي

أۋجبٺ نقص إيمانهم، ثم إذا ٺابۋا بٺگميل إيمانهم نصرهم الله))(الج‘ـۋاب الصحـيحـ لمن بدل دين
المسيحـ (6/450)).اهـ

4- والمهاجر من هج‘ـر الخ‘ـطايا ۋالذنۋب، ۋهذه الهجرة فرض عين علےٰ گلِّ مسلم لا ٺسقط عن گل

مگلّف في گل ح‘ـال من أحـۋاله، فإن اللـہ حـرم علےٰ عباده انٺهاگ المح‘ـرماٺ

ۋالإقدام علےٰ المعاصي ۋالذنۋب
، ۋأوجب عليهم الإقبال علےٰ طاعٺـہ ۋاٺباع رسۋلـہ صلےٰ اللـہ عليـہ

ۋسلم، ۋهي هج‘ـرة ٺٺضمن (من) ۋ(إلےٰ) فيهاجر بقلبـہ من محـبـۃ غير اللـہ إلےٰ مح‘ـبٺه،

ۋمن عبۋديـۃ غير اللـہ إلےٰ عبۋديٺه، ومن خوف غير اللـہ ۋرج‘ـائـہ ۋالٺۋگل عليـہ إلےٰ خ‘ـۋف اللـہ ورجائـہ

ۋالٺوگل عليه، ۋمن دعا
ء غير اللـہ ۋسؤالـہ ۋالخضۋع لـہ

ۋالاسٺگانـۃ لـہ إلےٰ دعائـہ ۋسؤالـہ
ۋالخ‘ـضۋع لـہ ۋالذل لـہ والاسٺگانـۃ له. ومن غِشْيان الذنۋب وارٺگابها

إلےٰ الٺۋبـۃ منها، ۋالإقبال علےٰ اللـہۋحـده خۋفاً ۋطمعاً وخ‘ـشوعاً ۋٺذللاً.

ۋقد ثبٺ في صحـيح‘ البخ‘ـاري أن النبي
صلےٰ اللـہ عليـہ ۋسلم قال: ((المهاجر من هج‘ـر ما نهےٰ اللـہ عنه)).

واللـہ عز ۋجل نهےٰ عن الشرگ، ۋعن اٺباع الأهۋاء، وعن فعل المعاصي ۋالذنوب، فالمهاجر حـقاً من

هجر هذه الأمۋر وأقبل علےٰ اللـہۋحـده مخ‘ـلصاً،

ۋلنبيـہ صلےٰ اللـہ عليـہ ۋسلم مٺابعاً، ۋللذنۋب ۋالمعاصي مجانباً ۋمباعداً.

ۋعلےٰ گلٍّ فهذا الحـديث من قام بما دل عليـہ فقد قام بالدين گلِّه: من سلم المسلمۋن من لسانـہ

ۋيده، ۋأمنـہ الناس علےٰ دمائهم
ۋأمۋالهم، ۋهج‘ـر ما نهےٰ اللـہ عنه، وج‘ـاهد نفسـہ علےٰ طاعـۃ الله،

فإنـہ لم يُبْقِ من الخير الديني ۋالدنيۋي الظاهري ۋالباطني شيئاً إلا فعله، ۋلا من الشر شيئاً إلا

ٺرگه، ۋاللـہ ۋح‘ـده المۋفق(ينظر بهجـۃ قلوب الأبرار لابن سعدي (17-19)).

بيان مَن المؤمن، ومَن المسلم، ومَن المجاهد، ومَن المهاجر  777810733