كيفَ يتمنىٰ الأنبياءُ تلك المنزلة التي ينَالها المتحابون في جلال الله..مع أنهم أعظم الناس منزلة عند الله..؟؟!
ظاهر الحديث القدسي: «المتحابُّون في جلالي لهم منابرُ من نُور، يغبِطهم النبيُّون والشهداءُ(1)»يدل على أن لهؤلاء العباد منازل شريفة عظيمة في الآخرة؛ ولكن لا يلزم من تمني الأنبياء ذلك أن يكون أولئك أفضل من الأنبياء..لماذا؟؛ لأنه قد يكون لك مائة فرس من العِتاق-الحسان- ثم ترىٰ لأخيك فرساً فتشتهي أن تشتريه منه أو تشتري مثله وهذا من هذا القبيل، ويجوز أنه لم يقصد النظر إلى معنىٰ الغبطة أصلاً، وإنما أريد بيان فضلهم وشرفهم عند الله فقط..(2)
وقال البيضاوي: كل ما يتحلىٰ به الإنسان ويتعاطاه من علم وعمل فإن له عند الله تعالى منزلة لا يشاركه فيها من لم يتصف بها؛ وإن كان له من نوع آخر ما هو أرفع قدراً وأعزُّ ذخراً فيغبطه بأن يتمنىٰ..(3)
وكتبه: محمد مهدي قشلان رجاء دعوة صالحة
(1) (الترمذي: (2391)، وقال: هذا حديث حسن صحيح)
(2) أفاده الفقيه العلامة محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري 1588هـ في كتابه القيم "دليل الفالحين" على رياض الصالحين للنووي 2/258.
(3) فيض القدير شرح الجامع الصغير للعلامة المناوي 4/485