نظرة على العام الماضي 2022
ينتهي عام التداول الحالي بعد أسبوعين من الآن، ويخطّط الجميع غي هذا الوقت لموسم الأعياد. إذ يعدّ ديسمبر عادةً شهرًا قصيرًا للمتداولين، إذ تتباطأ الأسواق خلال النصف الثاني منه.
الأمر الذي يجعله وقتًا مثاليًا لمراجعة ما حدث خلال العام وماهي الأحداث التي حرّكت الأسواق المالية وفرصة للتفكير بما قد يحدث في الفترة المقبلة.
[video=youtube;XbUc9v23EJ8]https://www.youtube.com/watch?v=XbUc9v23EJ8&feature=emb_title[/video]
انخفاض سعر سهم Platforms Meta في فبراير
بدأ العام مع كون الأسهم الأمريكية عند أعلى مستوياتها على الإطلاق، وقد استمر تفاؤل المستثمرين حيال العام رغم أن وحش التضخّم قد كشّر عن أنيابه في الاقتصادات المتقدمة.
إلى أن ظهرت أولى علامات التحذير في شهر فبراير، والتي أشارت إلى أنّ العام لن يكون سهلًا على مستثمري أسواق الأسهم. إذ بدا قطاع التكنلوجيا على وجه الخصوص ضعيفًا نتيجة تراجع Meta Platforms الشركة الأم لفيسبوك بمقدار 26% بسبب الفقد في الأرباح.
إذ خسرت الشركة 230 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال يوم واحد، ما أدّى إلى حركة هابطة في قطاع التكنلوجيا.
الغزو الروسي على أوكرانيا
صُدِم العالم في نهاية فبراير بأنّ روسيا قد غزت الدولة المجاورة لها، أوكرانيا. وقد كان وقوع حرب في ضواحي أوروبا شيء تخيله القليلون بداية العام.
علاوة على ذلك، بدأت تداعيات الصراع المطوّل في أوروبا في تحريك الأسواق. فقد تم تداول النفط بما يزيد عن 100 دولار للبرميل نتيجةً للغزو للمرة الأولى منذ عام 2014.
كما فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا، إلّا أنّ تلك العقوبات أثرت أيضًا على الاقتصادات الأوروبية. فمع ارتفاع التضخم، كانت الحرب في أوروبا الشرقية سببًا آخر للقلق بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي والعملة المشتركة.
الاختراق الصاعد لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني USD/JPY
لعلّ أحد أكثر الأشياء إثارة للدهشة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير قد حدث في سوق العملات. إذ كان الين الياباني يتصرّف حتى تلك اللحظة كعملة ملاذ آمن.
ما يعني أن المستثمرين قد اشتروا العملة عندما أصاب عدم اليقين الأسواق وباعوها في الأوقات الجيدة. الأمر الذي تغير على نحوٍ مُفاجئ كما يتضح من زوج USD/JPY.
لقد اتّبع الاختراق الصاعد الرئيسي نموذج المثلث الصاعد. فبعد الإغلاق فوق المستوى 116، استمر السوق بالتحرك لأعلى أكثر فأكثر متحولًا إلى ترند صاعد قوي.
فأدّى الأمر تلو الآخر إلى تداول الزوج عند القمة 152 قبل التصحيح الذي حدث مؤخرًا. فلم يتوقف الزوج عن الصعود إلّا عندما تدخّل بنك اليابان في السوق ببيعه للدولار الأمريكي وشرائه للين الياباني.
وقد تدخّل البنك الياباني في السوق بهذه الطريقة لمرتين، مرة عند بلوغ الزوج مستوى 146، والمرة الثانية عند تداول زوج USD/JPY فوق المستوى 150. إلا أن الاختراق الصاعد قد حدث عندما أغلق السوق فوق مستوى 116 للمرة الأولى، إذ انتهى ارتباطه مع أي سوق مالي آخر منذ ذلك الوقت.
الاحتياطي الفيدرالي يحقق أكبر زيادة في الأسعار منذ عام 2000
كان 2022 هو العام الذي ضغط فيه التضخّم على الاقتصادات والأسواق المالية. ما أجبر البنوك المركزية إلى الاستجابة عبر أسعار السلع والخدمات التي وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال أربعة عقود في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبما أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تُصدّر التضخّم إلى شركائها التجاريين، سرعان ما أصبح هذا التضخّم ظاهرة عالمية.
وعندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في رفع أسعار الفائدة، لم يكن أحد يتوقع أنه سيواصل الرفع بوتيرة سريعة كما فعل. ففي مايو، أصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي أكبر زيادة في سعر الفائدة منذ عام 2000 – إذ رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة.
ولم ينتهي الأمر هنا.
إذ قام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة لثلاث مرات متتالية بمقدار 75 نقطة أساس في الاجتماعات الثلاثة التالية. ولقد عانت الأسهم طوال هذه المدة، واستمر الدولار الأمريكي في الارتفاع مقابل العملات الأخرى.
استمر التضخم في الارتفاع. وفي سبتمبر، وضع تقرير التضخم الأمريكي الأسهم الأمريكية تحت ضغطٍ شديد.
وقد انخفضت الأسهم على النحو الأكبر منذ يونيو 2020، وبعد أن اتجه التضخم فجأةً صعودًا في سبتمبر، مُجبرًا بنك الاحتياطي الفيدرالي على رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه في سبتمبر، فمنذ تلك اللحظة وما بعدها، تحوّل التركيز إلى ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيغيّر سلوكه مُنهيًا دورة التضييق ومتى سيتم ذلك.
الميزانية البريطانية المُخفّضة تسببت في انخفاض الجنيه في سبتمبر
وأيضًا في سبتمبر، فوجئت أسواق المملكة المتحدة بالإعلان عن الميزانية المُخفّضة للمملكة المتحدة. وكان من المفترض أن تؤدي هذه الميزانية إلى زيادة العجز بشكلٍ كبير، فاستجابت الأسواق المالية ببيع الجنيه والأوراق المالية ذات الحواف المذهبة gilts.
وكنتيجة لذلك، انخفض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي إلى مستويات لم يشهدها منذ عام 1985. إذ كان البيع عنيفًا للغاية، الأمر الذي زاد من قوة الدولار الأمريكي بنفس النسبة وفي جميع المجالات.
وفي النهاية، وصل رئيس وزراء جديد وألغيت تلك الميزانية. فسرعان ما ارتد الجنيه من أدنى مستوياته واستقرت الأسواق المحلية.
هبوط زوج اليورو/دولار أمريكي إلى ما دون مستوى التكافؤ
لقد وقع واحد من أهم الأحداث الرئيسية في الأسواق المالية خلال عام 2022 في سوق العملات الأجنبية. إذ انخفض زوج اليورو/دولار أمريكي، وهو زوج العملات الرئيسي على لوحة معلومات الفوركس إلى ما دون مستوى التكافؤ خلال أشهر الصيف.
والتكافؤ هو المستوى الذي يساوي فيه اليورو الواحد دولارًا واحدًا. وقد انخفض الزوج إلى ما دون 0.96، ما أسعد السيّاح الأمريكيين الذين يزورون أوروبا في أشهر الصيف.
ولكن لم يلاقِ زوج EUR/USD مشترين له إلّا ما دون نقطة التكافؤ. فوصل إلى القاع في أكتوبر مع وصول سوق الأسهم الأمريكية إليه، ثم عاود ارتفاعه.
شكّلت الانتخابات النصفية الأمريكية مبعثًا للقلق
كانت الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأمريكية مصدر قلق للمشاركين في السوق المالية في عام 2022. والتي عُقدت في نوفمبر، إذ كان من المحتمل أن يكون لهذه الانتخابات تأثيرًا على سوق الأسهم والدولار الأمريكي في حال فوز الجمهوريين بمقاعد أكثر في مجلسي النواب والشيوخ.
وجاءت نتائج الانتخابات بعدم تحقيقهم لذلك، وبالنتيجة أحكمت الانتخابات القبضة على الأسواق في القاع خلال أكتوبر فقط.
انخفضت الأسهم الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في أكتوبر لكنها بقيت سلبية خلال باقي العام
كان 2022 عامًا صعبًا بالنسبة لمستثمري سوق الأسهم. أدت دورة التضييق العنيفة لبنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وقوة الدولار الأمريكي إلى انخفاض المؤشرات الأمريكية الرئيسية.
وبحلول أكتوبر، كانت المؤشرات الرئيسية قد تراجعت بمقدار أرقام من خانتين (بمقدار 10 أو أكثر).
إلّا أنّ الأسهم قد انتعشت على نحوٍ حاد، إذ أظهر تقرير التضخم لشهر نوفمبر أن أسعار السلع والخدمات في الولايات المتحدة الأمريكية قد هدأت. فمع استمرار ارتفاع التضخّم، من المحتمل أنه قد بلغ قمته - وهي حقيقة أكدها تقرير التضخم الأمريكي لشهر ديسمبر أيضًا.
وبالتالي ارتفعت الأسهم مُندفعةً تحسبًا لأي تغييرات في اتجاهات بنك الاحتياطي الفيدرالي، فمن المؤكد أنه سيواصل التشديد إذ أنّ التضخم لايزال أعلى بكثير من الهدف المنشود.
إلّا أنّ التباطؤ في وتيرة رفع أسعار الفائدة الفيدرالية قد أدى إلى اندفاع في سوق الأسهم وعمليات بيع واسعة النطاق للدولار الأمريكي.
إعلان قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة عن تسريح كبير للعمال في نوفمبر
يراقب الجميع الاقتصاد الأمريكي من أجل توقع شكل الاقتصاد العالمي. فمن المتوقع حدوث ركود اقتصادي في منطقة اليورو في عام 2023، وعندما أعلن اللاعبون الرئيسيون في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية عن تسريح جماعي للعمال في نوفمبر، شعرت الأسواق بالقلق.
أعلنت شركة Meta Platforms أنها ستقلص حجم فريقها بنحو 13٪، كما أعلنت Amazon عن نواياها لتسريح 10000 موظف، ناهيك عن طرد Twitter لنصف قواه العاملة في نوفمبر.
ولقد كان هذا من الأوضاع السائدة في عام 2022، وقد تضخّم في الأشهر التالية للصيف. ونظرًا لأنّ بنك الاحتياطي الفيدرالي لديه تفويض مزدوج لاستقرار الأسعار وخلق فرص العمل أيضًا، فإذا استمر هذا الاتجاه في الأشهر المقبلة، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير في السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، مع تداعيات خطيرة على الأسواق المالية.
باختصار، كان عام 2022 هو العام الذي هيمنت فيه قوة الدولار الأمريكي. وكنتيجة لذلك، شرع بنك الاحتياطي الفيدرالي في دورة تشديد، والتي استُنسخت من قبل كبريات البنوك المركزية واحدًا تلو الآخر حول العالم، مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا وحتى البنك الوطني السويسري الذي أنهى عصر معدلات الفائدة السلبية في سبتمبر.
إلّا أنّ أحد البنوك المركزية قرر عدم الانضمام إلى سباق رفع الأسعار – ألا وهو بنك اليابان. وقد أدى الاختلاف بين سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان إلى أحد أقوى الترندات لعام 2022، وهو التراجع السريع للين الياباني.
ينتهي عام التداول الحالي بعد أسبوعين من الآن، ويخطّط الجميع غي هذا الوقت لموسم الأعياد. إذ يعدّ ديسمبر عادةً شهرًا قصيرًا للمتداولين، إذ تتباطأ الأسواق خلال النصف الثاني منه.
الأمر الذي يجعله وقتًا مثاليًا لمراجعة ما حدث خلال العام وماهي الأحداث التي حرّكت الأسواق المالية وفرصة للتفكير بما قد يحدث في الفترة المقبلة.
[video=youtube;XbUc9v23EJ8]https://www.youtube.com/watch?v=XbUc9v23EJ8&feature=emb_title[/video]
انخفاض سعر سهم Platforms Meta في فبراير
بدأ العام مع كون الأسهم الأمريكية عند أعلى مستوياتها على الإطلاق، وقد استمر تفاؤل المستثمرين حيال العام رغم أن وحش التضخّم قد كشّر عن أنيابه في الاقتصادات المتقدمة.
إلى أن ظهرت أولى علامات التحذير في شهر فبراير، والتي أشارت إلى أنّ العام لن يكون سهلًا على مستثمري أسواق الأسهم. إذ بدا قطاع التكنلوجيا على وجه الخصوص ضعيفًا نتيجة تراجع Meta Platforms الشركة الأم لفيسبوك بمقدار 26% بسبب الفقد في الأرباح.
إذ خسرت الشركة 230 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال يوم واحد، ما أدّى إلى حركة هابطة في قطاع التكنلوجيا.
الغزو الروسي على أوكرانيا
صُدِم العالم في نهاية فبراير بأنّ روسيا قد غزت الدولة المجاورة لها، أوكرانيا. وقد كان وقوع حرب في ضواحي أوروبا شيء تخيله القليلون بداية العام.
علاوة على ذلك، بدأت تداعيات الصراع المطوّل في أوروبا في تحريك الأسواق. فقد تم تداول النفط بما يزيد عن 100 دولار للبرميل نتيجةً للغزو للمرة الأولى منذ عام 2014.
كما فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا، إلّا أنّ تلك العقوبات أثرت أيضًا على الاقتصادات الأوروبية. فمع ارتفاع التضخم، كانت الحرب في أوروبا الشرقية سببًا آخر للقلق بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي والعملة المشتركة.
الاختراق الصاعد لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني USD/JPY
لعلّ أحد أكثر الأشياء إثارة للدهشة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير قد حدث في سوق العملات. إذ كان الين الياباني يتصرّف حتى تلك اللحظة كعملة ملاذ آمن.
ما يعني أن المستثمرين قد اشتروا العملة عندما أصاب عدم اليقين الأسواق وباعوها في الأوقات الجيدة. الأمر الذي تغير على نحوٍ مُفاجئ كما يتضح من زوج USD/JPY.
لقد اتّبع الاختراق الصاعد الرئيسي نموذج المثلث الصاعد. فبعد الإغلاق فوق المستوى 116، استمر السوق بالتحرك لأعلى أكثر فأكثر متحولًا إلى ترند صاعد قوي.
فأدّى الأمر تلو الآخر إلى تداول الزوج عند القمة 152 قبل التصحيح الذي حدث مؤخرًا. فلم يتوقف الزوج عن الصعود إلّا عندما تدخّل بنك اليابان في السوق ببيعه للدولار الأمريكي وشرائه للين الياباني.
وقد تدخّل البنك الياباني في السوق بهذه الطريقة لمرتين، مرة عند بلوغ الزوج مستوى 146، والمرة الثانية عند تداول زوج USD/JPY فوق المستوى 150. إلا أن الاختراق الصاعد قد حدث عندما أغلق السوق فوق مستوى 116 للمرة الأولى، إذ انتهى ارتباطه مع أي سوق مالي آخر منذ ذلك الوقت.
الاحتياطي الفيدرالي يحقق أكبر زيادة في الأسعار منذ عام 2000
كان 2022 هو العام الذي ضغط فيه التضخّم على الاقتصادات والأسواق المالية. ما أجبر البنوك المركزية إلى الاستجابة عبر أسعار السلع والخدمات التي وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال أربعة عقود في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبما أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تُصدّر التضخّم إلى شركائها التجاريين، سرعان ما أصبح هذا التضخّم ظاهرة عالمية.
وعندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في رفع أسعار الفائدة، لم يكن أحد يتوقع أنه سيواصل الرفع بوتيرة سريعة كما فعل. ففي مايو، أصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي أكبر زيادة في سعر الفائدة منذ عام 2000 – إذ رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة.
ولم ينتهي الأمر هنا.
إذ قام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة لثلاث مرات متتالية بمقدار 75 نقطة أساس في الاجتماعات الثلاثة التالية. ولقد عانت الأسهم طوال هذه المدة، واستمر الدولار الأمريكي في الارتفاع مقابل العملات الأخرى.
استمر التضخم في الارتفاع. وفي سبتمبر، وضع تقرير التضخم الأمريكي الأسهم الأمريكية تحت ضغطٍ شديد.
وقد انخفضت الأسهم على النحو الأكبر منذ يونيو 2020، وبعد أن اتجه التضخم فجأةً صعودًا في سبتمبر، مُجبرًا بنك الاحتياطي الفيدرالي على رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه في سبتمبر، فمنذ تلك اللحظة وما بعدها، تحوّل التركيز إلى ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيغيّر سلوكه مُنهيًا دورة التضييق ومتى سيتم ذلك.
الميزانية البريطانية المُخفّضة تسببت في انخفاض الجنيه في سبتمبر
وأيضًا في سبتمبر، فوجئت أسواق المملكة المتحدة بالإعلان عن الميزانية المُخفّضة للمملكة المتحدة. وكان من المفترض أن تؤدي هذه الميزانية إلى زيادة العجز بشكلٍ كبير، فاستجابت الأسواق المالية ببيع الجنيه والأوراق المالية ذات الحواف المذهبة gilts.
وكنتيجة لذلك، انخفض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي إلى مستويات لم يشهدها منذ عام 1985. إذ كان البيع عنيفًا للغاية، الأمر الذي زاد من قوة الدولار الأمريكي بنفس النسبة وفي جميع المجالات.
وفي النهاية، وصل رئيس وزراء جديد وألغيت تلك الميزانية. فسرعان ما ارتد الجنيه من أدنى مستوياته واستقرت الأسواق المحلية.
هبوط زوج اليورو/دولار أمريكي إلى ما دون مستوى التكافؤ
لقد وقع واحد من أهم الأحداث الرئيسية في الأسواق المالية خلال عام 2022 في سوق العملات الأجنبية. إذ انخفض زوج اليورو/دولار أمريكي، وهو زوج العملات الرئيسي على لوحة معلومات الفوركس إلى ما دون مستوى التكافؤ خلال أشهر الصيف.
والتكافؤ هو المستوى الذي يساوي فيه اليورو الواحد دولارًا واحدًا. وقد انخفض الزوج إلى ما دون 0.96، ما أسعد السيّاح الأمريكيين الذين يزورون أوروبا في أشهر الصيف.
ولكن لم يلاقِ زوج EUR/USD مشترين له إلّا ما دون نقطة التكافؤ. فوصل إلى القاع في أكتوبر مع وصول سوق الأسهم الأمريكية إليه، ثم عاود ارتفاعه.
شكّلت الانتخابات النصفية الأمريكية مبعثًا للقلق
كانت الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأمريكية مصدر قلق للمشاركين في السوق المالية في عام 2022. والتي عُقدت في نوفمبر، إذ كان من المحتمل أن يكون لهذه الانتخابات تأثيرًا على سوق الأسهم والدولار الأمريكي في حال فوز الجمهوريين بمقاعد أكثر في مجلسي النواب والشيوخ.
وجاءت نتائج الانتخابات بعدم تحقيقهم لذلك، وبالنتيجة أحكمت الانتخابات القبضة على الأسواق في القاع خلال أكتوبر فقط.
انخفضت الأسهم الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في أكتوبر لكنها بقيت سلبية خلال باقي العام
كان 2022 عامًا صعبًا بالنسبة لمستثمري سوق الأسهم. أدت دورة التضييق العنيفة لبنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وقوة الدولار الأمريكي إلى انخفاض المؤشرات الأمريكية الرئيسية.
وبحلول أكتوبر، كانت المؤشرات الرئيسية قد تراجعت بمقدار أرقام من خانتين (بمقدار 10 أو أكثر).
إلّا أنّ الأسهم قد انتعشت على نحوٍ حاد، إذ أظهر تقرير التضخم لشهر نوفمبر أن أسعار السلع والخدمات في الولايات المتحدة الأمريكية قد هدأت. فمع استمرار ارتفاع التضخّم، من المحتمل أنه قد بلغ قمته - وهي حقيقة أكدها تقرير التضخم الأمريكي لشهر ديسمبر أيضًا.
وبالتالي ارتفعت الأسهم مُندفعةً تحسبًا لأي تغييرات في اتجاهات بنك الاحتياطي الفيدرالي، فمن المؤكد أنه سيواصل التشديد إذ أنّ التضخم لايزال أعلى بكثير من الهدف المنشود.
إلّا أنّ التباطؤ في وتيرة رفع أسعار الفائدة الفيدرالية قد أدى إلى اندفاع في سوق الأسهم وعمليات بيع واسعة النطاق للدولار الأمريكي.
إعلان قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة عن تسريح كبير للعمال في نوفمبر
يراقب الجميع الاقتصاد الأمريكي من أجل توقع شكل الاقتصاد العالمي. فمن المتوقع حدوث ركود اقتصادي في منطقة اليورو في عام 2023، وعندما أعلن اللاعبون الرئيسيون في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية عن تسريح جماعي للعمال في نوفمبر، شعرت الأسواق بالقلق.
أعلنت شركة Meta Platforms أنها ستقلص حجم فريقها بنحو 13٪، كما أعلنت Amazon عن نواياها لتسريح 10000 موظف، ناهيك عن طرد Twitter لنصف قواه العاملة في نوفمبر.
ولقد كان هذا من الأوضاع السائدة في عام 2022، وقد تضخّم في الأشهر التالية للصيف. ونظرًا لأنّ بنك الاحتياطي الفيدرالي لديه تفويض مزدوج لاستقرار الأسعار وخلق فرص العمل أيضًا، فإذا استمر هذا الاتجاه في الأشهر المقبلة، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير في السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، مع تداعيات خطيرة على الأسواق المالية.
باختصار، كان عام 2022 هو العام الذي هيمنت فيه قوة الدولار الأمريكي. وكنتيجة لذلك، شرع بنك الاحتياطي الفيدرالي في دورة تشديد، والتي استُنسخت من قبل كبريات البنوك المركزية واحدًا تلو الآخر حول العالم، مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا وحتى البنك الوطني السويسري الذي أنهى عصر معدلات الفائدة السلبية في سبتمبر.
إلّا أنّ أحد البنوك المركزية قرر عدم الانضمام إلى سباق رفع الأسعار – ألا وهو بنك اليابان. وقد أدى الاختلاف بين سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان إلى أحد أقوى الترندات لعام 2022، وهو التراجع السريع للين الياباني.