بسم الله
والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله

ففي هذه الأيام
التي سُبَّ فيها نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم
وإعتدي فيها على الإسلام والمسلمين
يجب أن نراجع أنفسنا
ونسأل أنفسنا سؤالاً:
هل نحب رسول الله؟

لعل بعض من يقرأ هذا الموضوع يستغرب إستغراباً شديداً
ويقول لي:
كلنا نحب رسول الله!!!!

ولكن
هل هذه هي الحقيقة؟
تعالوا لننظر في حال العصر الأول
ذلك الصدر الزاهر الذي ليس له مثيل
ولننظر أيضاً إلى حالنا في هذا العصر
حتى نعرف الحقيقة
إنها الحقيقة التي قد تغيب عن أكثر المسلمين
ولا حول ولا قوة إلا بالله


فإلى العصر الأول
الذي كان فيه الصحابة رضوان الله عليهم يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الحب
ويجلونه حق الإجلال
ويطيعونه في ما أمر
ويجتنبون ما نهى
في المنشط والمكره
لأنهم يعلمون أن طاعته من طاعة الله تبارك وتعالى
ولذلك إنتصر الصحابة وسادوا العالم بأسره
وإليكم هذا النموذج الرائع
من ذلك الجيل الفريد الذي تربى في مدرسة النبوة
ففي الصحيحين
من حديث جابر ابن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما
في قصة حفر الخندق
أنه قال/
بينا كنا في الخندق
إذ عرضت لنا كديةٌ عظيمةٌ لا تعمل فيها المعاول
فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا هو يربط على بطنه حجراً من شدة الجوع
فقلنا يا رسول الله:
كديةٌ لا تعمل فيها المعاول
فأخذ المعول بيده وقال:
بسم الله
فضربها فأصبحت كثيباً أهيل
فقلت يا رسول الله:
إئذن لي أن أرجع إلى أهلي
فأذن لي
فدخلت على إمرأتي فقلت لها:
لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيءاً ما لي عليه صبر
فهل عندكِ من طعام؟
فقالت:
عندنا عناق
وصاعٌ من شعير
فذبحْتُ العناق
وطحنَتْ الشعير
وقالت:
لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت له:
يا رسول الله:
طُعَيمٌ لي
فتعالَ أنت ونفرٌ من أصحابك
فصرخ صلى الله عليه وسلم في أهل الخندق وقال:
يا أهل الخندق:
إن جابراً يدعوكم إلى طعام
فأصابني من الهم والغم ما أصابني
فلما دخلت على إمرأتي قالت:بك وبك
"تلومه على ما صنع"
فقلت لها:
قد فعلت الذي أمرتِني
فقالت:
الله ورسوله أعلم
(الحديث إلى نهايته)


هذا الجزء الذي ذكرته من الحديث الطويل
يدلك على حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
أرجو أن تتصور أن جابراً أيضاً جائع
ولكن الجوع هان عليه عندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جائعاً
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أليهم من أنفسهم؟




أما في عصرنا الحاضر:
فنسمع العجب العجاب
قومٌ من جلدتنا
يتسمون بأسماءنا
يتحدثون بلغتنا
ومع هذا
فيسبون نبينا

وماذا لو علمنا أن ربع هذه الأمة لا يصلي؟!
وثلثاها حالقٌ للحيته
حتى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيلونها من وجوههم
فأنى لهم النصر؟!!!