كتاب عيد الميلاد

تاليف الراهب القمص كاراس المحرقي
مراجعة وتقديم د ميشيل بديع عبد الملك
دكتوراه في اللاهوت من المانيا
المطبعة شركة الطباعة المصرية
الطبعة الثانية
المقدمة
_ ان كل من يرجع الى التاريخ القديم، يعرف ان عيد الميلاد لم يحتفل فيه في كنيستنا الا مطلع القرن الخامس،(ق5). لأن عيد القيامة كان يستقطب كل الاعياد. كما ان الكنيسة كانت ترى ان عيد ميلاد القديس الحقيقي هو يوم نياحته ودخوله السماء، وقد نظرت الى الاحتفال بأعياد القديسين على انها عادة وثنية، يجب نبذها، والكتاب المقدس لم يذكر سوى ميلاد فرعون وهيردوس، فالاول كما يقول العلامة أوريجانوس وثني والثاني كافر. ص(8).

الفصل الاول
اهمية ميلاد المسيح

ان ميلاد المسيح اعلان واضح ان الهنا ليس انانيا لا يهمه البشر ولا يفكر الا بسجود العبيد ونحر الذبائح وحرق البخور. ص(12).

الفصل الثاني
تاريخ الاحتفال بعيد الميلاد
زمن ميلاد المسيح
_ يصعب على الباحث في التاريخ الكنسي الوصول الى جدول دقيق سجلت فيه حوادث المسيحية الهامة في القرن الاول الميلادي وقد نشأت هذه الصعوبة عن عدة عوامل اهمها.
1_اعتزال المسيحيون الاوائل شئون العالم.
2_اعتقادهم قرب نهاية العالم .
3_ لم يسرد المسيحيون في بداية نشأتهم حوادث تاريخية، ولم يعنوا بتوقيتها الا اذا كان الغرض منها تهذيب النفوس روحيا. وصقلها بالمعرفة والفضيلة. (ص16).

_ لكن حدث في القرن السادس الميلادي(524)، أن طلب "البابا بونيفاشيوس"(619_625م) من راهب يدعى ديونيسيوس اكسيوجين الملقب بالصغير او السكيثي الذي كان متوليا نظارة السجلات البابوية في روما تحديد ميلاد المسيح بدقة. فبحث وانتهت حساباته الى سنة (753 من انشاء مدينة روما).
وقد بنى الراهب ديونيسوس حساباته على المعطيات الاتية:
1_ قول معلمنا لوقا الانجيلي في السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر كانت كلمة الله يوحنا بن زكريا في البرية(لو3: 1،2)، وقد بدأ المسيح رسالته بعد ذلك بقليل.
ولأن بعض مصادر التاريخ الروماني ذكرت ان طيباروس قيصر خلف امبرطور اغسطس قيصر عام (767من انشاء مدينة روما ) فالمسيح اذن كما رأى يكون بدا رسالته عام (782من انشاء مدينة روما):(767+15=782).
2_ فهم ديونيسوس ما جاء في انجيل لوقا(لو3: 23)." كان له نحو ثلاثين سنة" على ان المسيح كان عمره يقرب من |(30)سنة اي (29)سنة . ص(17).
3_ وهكذا حدد ديونيسوس ميلاد المسيح(782-29=753).

_ لكن هذه النتيجة لا تتفق مع معطيات الانجيل الثابتة التي تذكر بوضوح ان ميلاد المسيح حدث ايام هيردوث (مت2: ،1)ص (18)
_من الاكيد اذن ان وفاة هيردوس قد حدثت قبل فصح عام(750 من انشاء مدينة روما) اي انه يسبق التقويم الحالي بحوالي (4)سنوات على الاقل اي عام(749) وليس عام (753 من تاريخ انشاء مدينة روما).

_ تعرف الكنيسة هذه الحقائق والعالم يعرف خطأ ديونيسوس، وانما يتعذر عليها الان ان تقوم وحدها بتغيير التقويم الحالي. لا سيما بعد ان اخذت به كل تقاويم العالم. ص(19_20).

عيد الميلاد في التاريخ
ان كل من يرجع للتاريخ القديم لا يجد اثر للاحتفال بعيد ميلاد المسيح في فجر المسيحية. ويرجع ذلك للاسباب التالية
1_ كان الاحتفال بعيد القيامة يستقطب كل شيء.
2_ كانت الكنيسة ترى ان الاحتفال بأعياد الميلاد عادة وثنية يجب نبذها.

من هذا نفهم عدم اهتمام الكنيسة الناشئة بالبحث عن تاريخ ميلاد المسيح والاحتفال به. لكن الفكر المسيحي بدأ يتطور وادرك المسيحيون ان المسيح يمتاز عن الرسل والشهداء والقديسين بكونه مخلصا وفاديا. ص(19_20_21).

_ نستطيع القول ان كنيسة روما هي اصل نشأة عيد الميلاد وكنيسة الاسكندرية هي اصل نشأة عيد الغطاس الذي هو متقدم في الزمن عن عيد الميلاد نسبيا. ففي مطلع القرن الثالث لم يكن عيد الميلاد معروفا.
_ لكن هذا الوقت ظهرت عدة محاولات لتحديد تاريخ عيد ميلاد المسيح. ص(25)
فما هي الاسباب التي دفعت كنيسة روما الى الاحتفال بعيد الميلاد (25ديسمبر)
اغلب المؤرخون يعتقدون ان سبب ذلك يرجع لسببين الاول لاهوتي. الثاني رعوي.
فمن المعروف ان مجمع نيقية عام(325) قد اعلن ألوهية السي المسيح منذ ميلاده فكان لابد من رفع الالتباس عن الاحتفال مع اتباع باسيليدس بعيد الظهور الالهي..... اما اختيار (25ديسمبر) فقد فرضه على الكنيسة داع رعوي محض فمن الواضح ان يوم (25ديسمبر) يقع في الشتاء وحوادث ميلاد المسيح توكد انه لم يولد في الشتاء.ص(25_26).

_ فالذي حدث هو الاتي
_ فعيد ميلاد الشمس هو جزء من عبادة الاله "مثرا".
_ ان الشمس تولد من جديد كل عام في (25 ديسمبر)... تكريما لهذا الاله كان الرومان يقيمون الالعاب ويوقدون النار ويسجدون للشمس. ونظرا للاحتفالات العظيمة التي كانت تقام في هذا العيد، انقاد المسيحيون الذي لم يكن ايمانهم قد اكتمل للتيار الوثني. وراحوا هم ايظا يكرمون الشمس.ص(29).
_ وقد جاء في قاموس اكسفورد ومثل عيد الفصح تحول من عيد وثني الى عيد مسيحي.ص(30)