__________________

بسم الله الرحمن الرحيم



قال العلامة سليمان بن سحمان : (( الشأن كل الشأن في معرفة صاحب السنة ومعرفة صاحب البدعة, فأما صاحب السنة فمن علاماته التي يعرف بها: الأخذ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأعمال والهدي والسمت, ويأخذ بأقوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال التابعين ومن بعدهم من السلف الصالح والأئمة المهتدين, ويعلم الناس أمر دينهم بالأهم فالأهم, ويربى بصغار العلم قبل كباره, ويسلك طريقة التيسير, كما قال تعالى: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} (ص: من الآية86) , وقال صلى الله عليه وسلم: " إنما بعثتم ميسرين, ولم تبعثوا معسرين " (1) , وقد قال صلى الله عليه وسلم: " إياكم والغلو؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " (2) , وقال صلى الله عليه وسلم لما جاء الحبشة يلعبون يوم العيد في المسجد قام ينظر إليهم, ثم قال: " لتعلم يهود أن في ديننا فسحة؛ إني بعثت بحنيفية سمحة " (3) ذكر هذا العماد ابن كثير _رحمه الله تعالى_ في تفسيره على قوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (الأنعام:161) إلى غير ذلك من الأمور التي يتصف بها أهل السنة والجماعة.
ومن ذلك: أن يكون الرجل عليما فيما يأمر به, عليما فيما ينهى عنه, حليما فيما يأمر به, حليما فيما ينهى عنه, رفيقا فيما يأمر به, رفيقا فيما ينهى عنه.
ومن علامات صاحب البدعة: التشديد, والغلظة, والغلو في الدين, ومجاوزة الحد في الأوامر والنواهي, وطلب ما يُعَنِّت الأمة ويشق عليهم ويحرجهم, ويضيق عليهم في أمر دينهم, وتكفيرهم بالذنوب والمعاصي, إلى غير ذلك مما هو مشهور مذكور من أحوال أهل البدع.
فهؤلاء هم الذين نخشى على من سلك طريقتهم أن يوقعوا من تدين من الأعراب ممن لم يتمكن من معرفة الدين وتفاصيل الأحكام فيما يخالف طريقة أهل السنة والجماعة من هذه البدع التي تقضي بهم إلى مجاوزة الحد في الأوامر والنواهي))(4).
_____________
(1) أخرجه الترمذي في "سننه" _أبواب الطهارة_ باب ما جاء في البول يصيب الأرض: (1/275) عن أبي هريرة. في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد. وأصل الحديث في الصحيح.
(2) أخرجه الإمام أحمد والنسائي: (5/268) عن ابن عباس.
(3) أصل الحديث في "الصحيحين". قال الحافظ في "الفتح": (2/444) عن هذه الزيادة: "رواها السراج من طريق أبي الزناد عن عروة عن عائشة".اهـ
وقال الحافظ ابن كثير (2/214) والزيادة لها شواهد من طرق عدة قد استقصيت طرقها في شرح البخاري أهـ
(4) منهج أهل الحق والاتباع ص25-26