هــــلاك الأمم
*******
ــ عن أم المؤمنين زينب ـ رضى الله عنها ـ أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل عليها فزعاً يقول :
( ويل للعرب من شر قد أقترب , فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ـ وحلق بأصبعيه الإبهام والتى تليها ـ فقلت يارسول الله : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم .. إذا كثر الخبث ) .......... رواه البخارى ومسلم

فى هذا الحديث الشريف من دلائل النبوة , ومظاهر الرسالة مافيه , فقد أشار إلى ناحية غيبية تقع للعرب فى المستقبل القريب , وقد حصل كما أخبر الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث كثرت الفتن والنكبات على العرب والمسلمين وأشتد عليهم البلاء , وحلت بهم الكوارث , وذلك كله ناتج عن تغيرهم وأنحرافهم عن هدى الأسلام الحنيف , وأستبدالهم النظم والقوانين الغربية التى هى من وضع البشر , بالنظام السماوى الإلهى ..
فلذلك أستحقوا عذاب الله وأنتقامه , وإذا كثر الشر والفساد وأنتشرت المعاصى والمنكرات هلك الناس جميعا صالحهم وطالحهم , وأحاط بهم العذاب لأنهم بهذا السكوت عن مقاومة المنكر جرأوا الناس على أقتراف الآثام والفواحش وهذا ماأشار اليه هدى الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين سألته السيدة زينب : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث .
والحديث يصور حالة النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يدخل بيت زوجه زينب ـ رضى الله عنها ـ وهو فى حالة من الفزع والأضطراب تشير إليهما علائم وجهه الشريف وحزنه العميق وهو يردد هذه الكلمات ( لا إله إلا الله , ويل للعرب من شر قد أقترب ) فإن هذه الصورة المفزعة لتشهد بمبلغ الأسى والحزن الذى كان يختلج فى صدر النبى عليه الصلاة والسلام لما يلحق العرب من كوارث ومصائب لا تعد ولا تحصى , وقد أشار الرسول الكريم إلى تلاحق الفتن , وتتابع النكبات على العرب بكناية لطيفة هى إبتداء أنثقاب السد ( سد يأجوج ومأجوج ) وهو السد الذى يحجز وراءه تلك الأقوام التى إن خرجت أهلكت الحرث والنسل .. فهو إذاً تشبيه للفتن التى تحصل للعرب والمسلمين بالبلاء الذى يكون وراء خراب ذلك السد ومايتولد على أثر الخراب من أضرار فادحة تلحق بالناس الآمنين أجارنا الله تعالى من فتنة الدنيا والدين