اسباب مرض الهلع ، طرق علاج مرض الهلع
بسم الله الرحمن الرحيم




الهلع .. مرض نفسي وجسدي خطير





كثير من الناس لا يعرفون اضطرابات الهلع، أو مشاعر الخوف الشديدة، خصوصاً أولئك الذين لم يسمعوا عن أشخاص عانوا من هذا الاضطراب الخطير. ومن عانى من هذه الحالة لا يمكن أن ينسى مشاعر الخوف التي مر بها.


وهذا المرض يأتي فجأة، في أي مكان وزمان. والانسان المبتلى به يشعر بأنه سوف يموت، حيث تتسارع دقات قلبه، ويزداد نبضه، وتنفسه يصبح سريعاً، ويتخشب ويتسمر وكأنه ينتظر الموت.









كيف يعرف الشخص انه يعاني من هذا الاضطراب؟










يعرف الشخص بأنه يُعاني من هذا الاضطراب عندما يصاب بأعراض المرض. ونوبة الهلع قد تأتي مترافقة مع أي اضطراب من اضطرابات القلق، أو أي اضطراب عقلي أو نفسي، مثل اضطرابات المزاج، والاضطرابات المتعلقة بتعاطي المخدرات، وكذلك مع أي اضطراب عضوي، مثل اضطرابات القلب والجهاز الدوري، واضطرابات التنفس، واضطرابات الجهاز الهضمي.


وهنا سوف نتحدث عن اضطراب الهلع، كاضطراب مستقل. والعرض الأساسي لهذا المرض هو الشعور بخوف شديد وعدم الارتياح، دون وجود أي خطر حقيقي، ويكون مصاحباً على الأقل لأربعة من 13 عرضاً نفسياً وعضوياً. وهذه الأعراض قد تكون عضوية أو نفسية؛ مثل ازدياد ضربات القلب، التعّرق الغزير، الارتجاف أو الشعور بالارتجاف الداخلي، الشعور بضيق التنفس، أو عدم القدرة على أخذ القدر الكافي من التنفس الطبيعي، الشعور بالاختناق، الاحساس بآلام في الصدر، أو الشعور بعدم الراحة في منطقة الصدر، الغثيان أو آلام في البطن، الشعور بالدوار أو بالصداع في جميع مناطق الرأس، الشعور بأن شخصاً ما غير حقيقي، أو بأن الأشياء المحيطة به غير حقيقية، وكذلك الشعور بحرارة أو برودة داخلية، والشعور بفقدان المريض السيطرة على نفسه، أو أن يُجن أو أن "يموت"، وتستمر هذه النوبة لمدة عشر دقائق، وتأتي فجأة، من دون مقدمات، وتكون مصحوبة بمشاعر قوية من وقوع خطر، والرغبة العارمة بالهرب إلى أي مكان آخر آمن، أو مغادرة المكان، ولكنه لا يستطيع ذلك.


وهناك اضطراب آخر قريب من اضطراب الهلع، وهو اضطراب القلق العام. ويمكن التفريق بينهما بالقول إن نوبات الهلع تأتي فجأة، وتصل ذروتها خلال دقائق وهي اضطراب خفي، وقوي جداً عندما ينتاب الشخص ويجعله في حالةٍ يُرثى لها.


وإذا كانت نوبة الهلع شديدة، وعدد الأعراض أقل من أربعة من الأعراض الثلاثة عشر، فإنها لا تُعتبر اضطراب هلع، ويُطلق عليها نوبة ذعار غير مُكتملة.


وهناك ثلاثة أنواع من اضطراب الهلع:



نوبة هلع غير متوقعة.

نوبة هلع نتيجة حالة مُعينة.

نوبة هلع نتيجة توقع حالة محددة.



وكل نوع من هذه الأنواع يختلف عن الأنواع الأخرى، من حيث بدء النوبة ووجود أو عدم وجود أمر يُثير نوبة الهلع، مثل الخوف من الأماكن المغلقة لدى شخص يُعاني من هذا الرُهاب، وإصابته بنوبة هلع عندما يكون في مكان مغلق، مثل المصاعد، أو عند توقف مصعد بين الطوابق، بسبب عطل في المصعد. ومثل هذا الشخص قد يُصاب بنوبة هلع شديدة جداً، تجعله يصرخ بشكلٍ هستيري ويحاول الخروج، رغم علمه أنه لا يستطيع ذلك، ويبدأ بضرب الأبواب، ويحدث ضجة شديدة، ويشعر بأنه سوف يموت في المصعد، وهذا يجعله يفقد السيطرة على تصرفاته، ما يؤدي الى إصابته بنوبة هلع شديدة جداً. ونوبة الهلع الناتجة عن أفكار، مثل شعور الشخص بزيادة ضربات القلب، فينتابه شعور بالهلع بطريقة كارثية، وهذه تُعتبر نوبة هلع داخلية. وإذا لم يكن هناك مُسبب داخلي أو خارجي، وتحدث نوبة الهلع، هنا تعتبر النوبة اضطراب الهلع الحقيقي.


والشخص الذي يُعاني من الرُهاب الاجتماعي، قد يُصاب بنوبة هلع، إذا فكّر أو وضع في موقف يفرض عليه أن يتكلم أمام مجموعةٍ من الناس، وهذا هو أكثر موقف يخشاه الشخص الذي يُعاني من الرُهاب الاجتماعي.