ر
دعوتڪ يا ربَّاه! في سجداتي ........... فحقِّق مرادي واستجب دعواتي

بأن أبلغ البيت الحرام لحجَّۃ ........... أڪفِّر عن ذنبي وعن هفواتي

يحنُّ إلى أمِّ القرى ڪلُّ مسلم ........... ويرغب في حجٍّ وفي عمرات

إلى مشعر الله الحرام حنينه ........... إلى عرفات الله والجمرات

فطوبي لعبد يسَّر الله أمره ........... ووفَّقه بالـمـال والقرعات

فهاهم أولاء يحزمون حقائبا ........... وقد فرغوا من آخر اللَّمسات

يشـيِّـعهم نحو المطار ذوُوهم ........... وقد مزجوا الأفراح بالعبرات

فموقف توديع الحجيج مؤثِّر ........... وتعجز عن وصف له ڪلماتي

يطيرون في جوِّ السَّــماء بطائـر ........... بهم يقطع الأمصار والفلوات

لقد خلق الله ابن آدم عاقلا ........... وألهمه صنعًا لـمـخـتـرعـات

وسخَّر مخلوقاته لعباده ........... لڪي يعبدوه دونما عقبات

فما بين مرڪوب وما بين زينۃ ........... وما بين مأڪول وبين نبات

وأنذرهم نار الجحيم وهولها ........... وبشَّرهم بالخـيـر والغرفات

وأرسل نورًا يرشد النَّاس داعيًا ........... ليخرجهم من حالڪ الظُّلمات

وحذَّرهم من ڪلِّ شيء يضرُّهم ........... وحذِّرهم من فـتـنـۃ الشَّهـوات

وبيَّن منهاج العبادۃ واضحا ........... نهاهـم عن الإحداث والشُّـبـهات

أجبتم نداء الله أنتم ضيوفه .......... . ووفد رفيع القدر والدَّرجـات

وأذَّن إبراهيم بالحـجِّ في الورى ........... وڪلُّ مجيب فاز بالحسنات

تمتَّعت أو أفردت أو ڪنت قارنًا ........... فأنت على خير بڪلِّ صفات

هنيئًا لڪم فالحجُّ خير تجارۃ. .......... هناڪ عقدتم أربح الصَّفقـات

وطوبى لڪم إذ يغفر الله ذنبڪم ........... ويرزقڪم باليمن والبرڪات

ويرجع ڪالـمـولـود من حجّ مخلصًا ........... ڪحجِّ رسول الله بالخطـوات

وقال (خذوا عنِّي الـمـنـاسـڪ) ناصحًا ........... لأمَّته في آخر الوقفات

حديث رواه مسلم في صحيحه ........... وسلسلهُ عن جابر بثقات

فيا من يحجُّ البيت أنت سفيرنا ........... هناڪ فڪن في مستوى النَّظرات

عليڪ بأخـلاق الحجيج وسمتهم ........... وڪن صالحًا في الجهر والخلوات

فوقِّر ڪبير القوم وارحم صغيرهم ........... وأرشد عجوزًا ضلَّ فـي الطرقات

ومُرْ وانْهَ وانْصَح ما علمت بحڪمۃ ........... تجنَّب جدال النَّاس والزَّحمات

وحافظ على فرض الصَّلاۃ جماعۃ ........... وأڪثر من الأذڪار والصَّدقات

هناڪ أيضًا للدُّعاۃ مجالس ........... فڪن طالبًا للعلم في الحلقات

وبالڪعبۃ الغرَّاء طف لإفاضۃ ........... ڪمثل قدوم سر بڪلِّ ثبات

وإن رمت توديع البقاع فطف بها ........... طواف وداع واسڪب العبرات

وبين الصَّفا والـمروۃ اسع فإنَّه ........... لحجِّڪ رڪن حثَّ في الخطوات

فسعيڪ أبشر والطَّواف ڪلاهما ........... يصحَّان مشيًا أو على العربات

ومن عجزوا فالله يسَّر دينه ........... لڪلِّ ذوي الأعذار فـي القربات

وڪل من لحوم الـهدي إن ڪنت ناحرًا ........... من الضَّأن والأبقار والبدنات

ورأسڪ فاحلق أو فقصر مخيَّرًا ........... وحلقڪ فيه أڪثر الحسنات

وفي حجر إسماعيل صلِّ فإنَّه ........... من البيت لولا قلَّۃ النَّفقات

وما بين باب البيت والحجر التزم ........... هناڪ وأڪثر نافع الدَّعوات

ولا تنس واشرب ماء زمزم إنَّه ........... شفاء وطعم أڪثر الشّربات

إذا أنت أدَّيت الـمنـاسـڪ ڪلَّـهـا ........... على وجهها الشَّرعي دون هنات

فلا بأس بعد الحجِّ أن تبتغي تجا ........... رۃ أو أوردت السَّير في جولات

وفي طيبۃ مثوى النَّبيِّ وبيته ........... ومسجده فاحرص على الصَّلوات

أيا مـعشر الحجَّاج في ڪلِّ مشعر ........... ولا سيما في وقفۃ العرفات

يجيبڪم ربُّ العباد جميعڪم ........... برغـم اختلاف النُّطق والرَّغبات

يـبـاهي بڪم ربُّ العباد وقد دنا ........... ويغمرڪم بالعفو الرَّحمات

ألا فاذڪروا إخوانڪم من ورائڪم ........... بدعوۃ صدق تڪشف الڪربات

عليڪم بذڪر الله وادعوا تضرُّعًا ........... ليصرف عنَّا الشَّرَّ والأزمات

ويحفظنا من ڪلِّ سوء وفتنۃ ........... ويرزقنا من أفضل الثَّمرات

وينصر هذا الدِّين في ڪلِّ بقعۃ ........... وأن يهدي الفتيان والفتيات

وأن يصلح الحكَّام والنَّاس ڪلَّهم ........... وأن يخمد الإرهاب والثَّورات

لڪم شڪرنا أهل الحجاز جميعڪم ........... من الشَّعب والعمَّال والسُّـلـطـــات

جزيتم عن الحجاج خيرًا مضاعفًا ........... على الصَّبر والتَّرحيب والخدمات

لربِّي صلاتي ڪلّها وعبادتي ........... حياتي لربِّي ڪلّها ومماتي

دعوت ڪثيرًا والدُّعاء عبادۃ ........... لأرزق حجَّ البيت قبل وفاتي

أصلِّي على خير الأنام محمَّد ........... مع الآل والأصحاب خير دعاۃ

عليه صلاۃ الله ثمَّ سلامه ........... بمقدار ما في البحر من صدفات

عليه صلاۃ الله ما حجَّ مسلم ........... وما برأ الرَّحمن من نسمات

نظمت على البحر الطَّويل قصيدتي ........... مزجت قوافي الشِّعر بالدَّعوات

وعبرت عن شوقي إلى الحجِّ قائلا ........... دعوتڪ يا ربَّاه في سجداتي