السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




ومرت الأيام سراعاً دون إبطاء،فماذا قدمنا فيها ؟

هل نحن راضعون عن أنفسنا ؟


هل سـ نكتفي ، أم نطمح بالزيادة ؟


إن رحلة الإنسان في هذه الدنيا عبارة عن محطات مهمة وقصيرة ،وكل محطة من محطاتها فيها تكفير للذنوب ،وتصفية للنفوس
،فهل استعدينا لهذه الرحلة وتزودنا بالزاد المناسب ،ام أخطأنا بحمل الزاد ؟

وكل امرئ سيجني يوماً ما حصد .



المحطة الأولى :
شهر رمضان ثلاثون يوما بلياليها ومافيها من الخير الوفير مرت فهل اغتنمنا خيراتها؟



ثم توقفنا بستة من شوال ،وهي المحطة الثانية وقد غاد رناها ،والسعيد من صامها
فقد قال رسول الله
– صلى الله عليه وسلم – في شأنها:

{من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} [رواه مسلم وغيره].

....................................


المحطة الثالثة : العشر من ذي الحجة :



إن أحب الأشهر إلى الله تعالى الأشهر الحرم ، وأحب أشهرها إليه شهر ذي الحجة ، وأفضل أيام ذي الحجة العشر الأول ، التي أقسم الله بها في كتابه تبارك وتعالى :

{ والفجر ( 1 ) وليال عشر ( 2 ) والشفع والوتر ( 3 ) والليل إذا يسر ( 4 ) هل في ذلك قسم لذي حجر ( 5 ) }.


أما الفجر فمعروف ، وهو : الصبح ،قاله علي ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والسدي . وعن مسروق ، ومجاهد ، ومحمد بن كعب رضي الله عنهم جميعا , المراد به فجر يوم النحر خاصة ، وهو خاتمة الليالي العشر .


والليالي العشر : المراد بها عشر ذي الحجة ، كما قاله ابن عباس ، وابن الزبير ، ومجاهد ، وغير واحد من السلف والخلف . وقد ثبت في صحيح البخاري ، عن ابن عباس مرفوعا :

( ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام - يعني عشر ذي الحجة - قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلا خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع من ذلك بشيء ).

( المصدر :صيد الفوائد) .


http://cdn.top4top.net/d_289f21cdf51.mp4


"ومايهمنا أن هذه المحطة نحن يصددها ونعيشها الآن، لذا أحبتي هلا استعدينا وتزودنا بما ينفعنا قبل أن نتعداها ونخسر ما فيها من الفضل والخير الوفير".


......................................

وقبل أن تتوقف محطات الخيرالتوقف النهائي سنمر بالمحطة الأخيرة ألا وهي الـ "9- 10" من محرم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


« أفضل الصّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم»

(رواه مسلم 1982).

وقوله: "شهر الله" إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم.



عاشوراء في التاريخ :


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

(قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه) .

« رواه البخاري 1865 »



وصيام عاشوراء كان معروفاً حتى على أيام الجاهلية قبل البعثة النبويّة
، فقد ثبت عن عائشة
- رضي الله عنها- قالت:
"إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه".


وقال القرطبي:

(لعل قريشاً كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام).


،وقد ثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدم في الحديث، وأمر بمخالفتهم في اتّخاذه عيداً كما جاء في حديث أبي موسى رضي الله عنه قال:

"كان يوم عاشوراء تعدُّهُ اليهود عيداً".

( الشيخ/ محمد المنجد)