كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي من الكتب النفيسة في القواعد الفقهية، غير أنني أطلب من الإخوة من يمكنه أن يرشدني في هل يمكن دراسة الكتاب لمن يدرس الفقه في المذهب المالكي أم يلزمه دراسة القواعد الفقهية من كتب المذهب، كما نتمنى من له دراية في القواعد الفقهية أن يوضح لنا منهجية التدرج في الفن وبارك الله فيكم


الجواب

بالنسبة لكتاب الأشباه والنظائر للإمام السيوطي , فلم أرَ له طبعةً تسلم من الأخطاء العظيمة التي تحول دون فهم كثير من المسائل , وقد رأيت طبعة بتحقيق د.يحيى مراد مكتوب على غلافها الخارجي ثلاثة أسطر ونصف في بيان مميزات هذه الطبعة , إلا أنها مليئة بالأخطاء الفادحة..

من الأمثلة على ذلك :
جاء في ص38:
(وأما التروك : كترك الزنا وغيره فلم يحتج إلى نية لحصول المقصود منهاوهو اجتناب المنهي عنه بكونه لم يوجد , وإن يكن نية , نعم يحتاج إليها في حصول الثواب...)
وحق العبارة أن تكون : (وإن لم تكن نية) حتى يستقيم المعنى , لكن المحقق المتميّز لم ينتبه إلى تغير معنى الجملة تمامًا بما أثبته حضرته

وفي نفس الصفحة 38 :
( ويشترط كون هذه النية في وقت الأولى بحيث يبقى من وقتها بقدر ما يسعها ، فإن أخر بغير نية الجمع حتى خرج الوقت أو ضاق بحيث لا يسع الفرض عصى وصارت الأولى قضاء . جزم به الأصحاب ، ويقرب منه ما ذكر النووي في شرح المهذب .
والتحقيقُ أن الأصح في الصلاة وفي كل واجب موسع إذا لم يفعل في أول الوقت أنه لا بد عند التأخير من العزم على فعله في أثناء الوقت والمعروف في الأصول خلاف ذلك ، وقد جزم ابن السبكي في جمع الجوامع بأنه لا يجب العزم على المؤخر )

وحق الجملة أن تكون :
(ويقرب منه ما ذكر النووي في شرح المهذبِ والتحقيقِ : أن الأصح في الصلاة... )
فانظر كيف تغير المعنى؟!!

وقس على ذلك مئات الأخطاء في الكتاب
ولا أنصح أحدًا لم يقرأ المذهب الشافعي أن يقرأ الأشباه والنظائر للسيوطي , فكثير من الفروع والقواعد او أكثرها مبنية على أصول المذهب الشافعي