سيرة لغة: تطلق السيرة في اللغة على السنّة، والطريقة، والحالة التي يكون عليها الإنسان، قال تعالى ( سنعيدها سيرتها الأولى ) .
اصطلاحاً: هي ما نقل إلينا من حياة النبي Mohamed peace be upon him.svg منذ ولادته قبل البعثة وبعدها وما رافقها من أحداث ووقائع حتى موته .
وتشتمل ميلاده ونسبه، ومكانة عشيرته، وطفولته وشبابه، ووقائع بعثته، ونزول الوحي عليه، وأخلاقه، وطريقة حياته، ومعجزاته التي أجراها الله تعالى على يديه، ومراحل الدعوة المكية والمدنية، وجهاده وغزواته. وقد تكون السيرة مرادة لمعنى السنة عند علماء الحديث، وهو ما أضيف إلى النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة. كما تعني عند علماء العقيدة وأصول الدين طريقة النبي وهديه، أما عند علماء التاريخ فإنها تعني أخباره ومغازيه.[2].
النطاق الزماني[عدل]
تشمل السيرة النبوية في نطاقها الزماني من ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عام الفيل وحتى وفاته في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، وهي في مجملها ثلاث وستون سنة، وهي بالميلادي ( 571 – 632 م ).
النطاق المكاني[عدل]
ولد النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وبها عاش أكثر سنين حياته، فبها نزل عليه الوحي وهو في الاربعين من العمر، ولم يهاجر منها إلى المدينة الا في الثالثة والخمسين من عمره، وفي المدينة عاش بقية حياته البالغة عشر سنين أو تزيد، وبالإضافة إلى مكة والمدينة فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف مرتين قبل الهجرة وبعد فتح مكة، كما خرج إلى تبوك في اواخر حياته ، وعلى هذا فيمكن اعتبار الحجاز بشكل عام هو النطاق المكاني لسيرتة، وعلى هذا الاساس يمكن اعتبار هذه الرقعة هي النطاق المكاني الأصغر للسيرة النبوية، أما النطاق الاكبر فهو جزيرة العرب، إذ لم يلتحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى إلى وقد دانت لدعوته بأكملها، وقدمت إليه وفودها، وبلغت نواحيها ولاته وعماله .
أهميتها[عدل]
للسيرة النبوية أهمية عظيمة في مسيرة الحياة البشرية بشكل عام ، وفي حياة المسلم بشكل خاص وذلك لأنها تعين على أمور عديدة ، منها :
أولاً : فهم القرآن :
فالقرآن نزل مُنجّمًا،[3] تعقيبًا على الأحداث، أو تبيينًا لإشكال، أو ردًا على استفسار، أو تحليلاً لموقف من مواقف السيرة، كما حدث في مواقع بدر وأُحد والأحزاب وتبوك، وكما حدث في صلح الحديبية، وحادث الإفك وغيرها من الحوادث والمشاهد . وقراءة هذه المواقف من السيرة تساعدك في فهم ملابسات الحدث، وخلفيات الموقف، وطبيعته من الناحية المكانية والزمانية .
ثانيًا : فهم السُّنّة:
فأحيانًا تَردُ مواقفُ السيرةِ في كُتب الحديث بشكل مقتضب جدًا، وأحيانًا يذكر أصحابُ المتون موقفًا أو موقفين في غزوة كاملة، الأمر الذي يدفع إلى مطالعة السيرة النبوية للوقوف على ملابسات الحدث وخلفياته وزمنه ومكانه، مما يعينه على فه واستجلاء صورته الحقيقية .
ثالثًا : فهم العقيدة الإسلامية:
وذلك من خلال السلوك العملي للنبي Mohamed peace be upon him.svg عبر مسيرته الحافلة بمواقف الإيمان والثبات في مواجهة المحن والإيذاء والمساومات ، وتفنيد الشبه والادعاءات التي كان يثيرها المشركون والمنافقون حول توحيد الألوهية، والبعث بعد الموت، والجنة والنار، والوحي والنبوة، وغيرها من المحاور العقدية العظمى، التي تناولتها السيرة النبوية بشكل جامع مانع .
رابعًا : التأسي بالنبي Mohamed peace be upon him.svg:
فهي تساعد على الاقتداء به في أخلاقه وسلوكه وجميع أحواله، مع أهله وأصحابه ومع أعداءه أيضاً ، قال الله - تعالى - : " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً " [الأحزاب:21] .