«النِّفاق الأكبر والأصغر»



قالَ الإمام الحافظ/ أبُو عبد الله محمَّد بن أحمد، شمس الدِّين الذَّهبي (ت: 748هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- في كتابه "سير أعلام النُّبلاء" (6/382،383): «أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا الفتح بن عبد السَّلام، أخبرنا مُحمَّد بن عمر، وأبُو غالب مُحمَّد بن عليّ، ومُحمَّد بن أحمد الطَّرائفي، قالوا: أنبأنا أبُو جعفر مُحمَّد بن أحمد، أنبأنا أبُو الفضل عبيد الله بن عبد الرَّحمـٰن، حدَّثنا جعفر بن مُحمَّد، حدَّثنا عمرو بن عثمان الحمصيّ، حدَّثنا بقيَّة، حدَّثني صفوان بن عمرو، حدَّثني سليم بن عامر، حدَّثني جُبير بن نُفير، أنَّهُ سَمِعَ أبَا الدَّرداء -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وهو في آخر صلاته، وقد فرغ من التَّشهد، يتعوَّذ بالله من النِّفاق، فأكثر التَّعوّذ منه.


فقالَ جُبير: "وما لك يا أبا الدَّرداء أنتَ والنِّفاق؟!". فقالَ: "دعنا عنك، دعنا عنك، فوالله إنَّ الرَّجل ليقلب عن دينه في السَّاعة الواحدة فيخلع منه!". (إسناده صحيحٌ).


قالَ الحافظ الذَّهبيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ مُعلقًا:


ومن النِّفاق الأصغر: الرَّجل يتكلَّم بالكلمة لا يلقي لها بالًا، ولا يظن أنَّها تبلغ ما بلغت يهوي بها في النَّار سبعين خريفًا ([1]).

وأمَّا النِّفاق الأكبر: وإنْ كان الرَّجل يعلم من نفسه أنَّهُ مسلمٌ، فعليه أنْ يتعوَّذ بالله من النِّفاق والشِّرك، فإنَّهُ لا يدري بما يختم له، فربَّما أصبح مؤمنًا وأمسى كافرًا، نعوذ بوجه الله الكريم من ذلك».اهـ.