قال تعالى : ( لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ( 111 ) ) . 


قوله تعالى : ( إلا أذى ) : أذى مصدر من معنى يضروكم ; لأن الأذى والضرر متقاربان في المعنى ، فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا . وقيل : هو منقطع ; لأن المعنى لن يضروكم بالهزيمة ، لكن يؤذوكم بتصديكم لقتالهم . ( يولوكم الأدبار ) : الأدبار مفعول ثان ، والمعنى : يجعلون ظهورهم تليكم . 

[ ص: 228 ] ( ثم لا ينصرون ) : مستأنف ، ولا يجوز الجزم عند بعضهم عطفا على جواب الشرط ; لأن جواب الشرط يقع عقيب المشروط ; وثم للتراخي ; فلذلك لم تصلح في جواب الشرط ، والمعطوف على الجواب كالجواب ، وهذا خطأ ; لأن الجزم في مثله قد جاء في قوله ( ثم لا يكونوا أمثالكم ) [ محمد : 38 ] وإنما استؤنف هنا ليدل على أن الله لا ينصرهم قاتلوا أو لم يقاتلوا .