الشفاعة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الشفيع وعلى آله وصحبه ومن طالته الشفاعة الى يوم الدين
ثم امات بعد =
الشفاعة لغة=الشفاعة لغة من شفع يشفع وتشفع أي طلب ،هي السؤال في التجاوز عن الذنوب.
واصطلاحا= سؤال الله الخير للناس في الآخرة، فهي نوع من أنواع الدعاء المستجاب.
قال الله تعالى**يَوْمَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا**سورة طه
وقال تعالى**وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ **سورة الزخرف
قال النبي =((إنّ من أمّتي من يشفع للفئام ، ومنهم من يشفع للقبيلة، ومنهم من يشفع للعصبة، ومنهم من يشفع للرّجل حتّى يدخلوا الجنّة)).رواه الترمذي
وقال عليه الصلاة والسلام=((أولى الناس بي يوم القيامة اكثرهم علي صلاة))رواه
_قال النبي لابي هريرة لما سأله منم اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال عليه الصلاة والسلام=((أسعد الناس بشفعاتي يوم القيامة من قال لااله الا الله خالصا من قبل نفسه))رواه البخاري
فهذه وغيرها من الادلة المثبتة لشفاعة النبي
اولها : الشفاعة العظمى في أهل الموقف يوم القيامة، يشفع لهم حتى يقضى بينهم، وهذا هو المقام المحمود الذي قال فيه سبحانه: **وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا**سورة الاسراء، هذا هو المقام المحمود الذي يبعثه الله يوم القيامة، وهو أنه يشفع في أهل الموقف عليه الصلاة والسلام إلى الله سبحانه ليقضي بينهم في هذا الموقف العظيم، حتى ينصرف كل إلى ما كتب الله له.
-- الشفاعة الثانية: فهي الشفاعة في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة ; فإنهم لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته عليه الصلاة والسلام فيشفع إلى ربه فيؤذن لهم بدخول الجنة.
--الشفاعة الثالثة: خاصة بعمه أبي طالب، يشفع في عمه أبي طالب أن يخفف عنه، قال : إنه وجده في غمرات النار فشفع له حتى صار في ضحضاح من النار، فالرسول يشفع لعمه أبي طالب فقط في التخفيف لا في الخروج; لأنه مات كافراً، هذا الذي عليه أهل العلم والتحقيق، أنه مات كافراً، أراد النبي عند موته أن يقول لا إله إلا الله فأبى وقال: هو على ملة عبد المطلب فمات على الكفر بالله.
فالرسول شفع له بأن يكون في ضحضاح من النار، بسبب ما حصل من نصره للنبي وتعبه وحمايته له عليه الصلاة والسلام، ولهذا حرص أن يسلم لكن لم يقدر له الإسلام فصار هذا من الآيات الدالة على أنه لا يملك هداية أحد، فالهداية بيد الله سبحانه وتعالى، فهو يهدي من يشاء، ولهذا لما مات عمه أبو طالب على الكفر أنزل الله في حقه:** إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ**سورة القصص، وقال سبحانه: **لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ.**سورة البقرة.
ولهذا شفع فيه في أن يكون في ضحضاح من النار يغلي منه دماغه - نسأل الله العافية -، ولقد قال النبي : ((أهون الناس عذاباً يوم القيامة أبو طالب فإنه في ضحضاح من النار يغلي منه دماغه))روي في الصحاح
وفي لفظ آخر يقول: ((إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة من يكون له نعلان من نار يغلي منهما دماغه)) صحيح وهو يرى أنه أشد الناس عذاباً وهو أهونهم عذاباً.
وهناك شفاعات له أخرى ليست مختصة به ، فهناك شفاعات فيمن دخل النار من أهل التوحيد يخرج منها، ومن لم يدخلها أن لا يدخلها من العصاة; فإن العصاة قسمان:
قسم يعفى عنه قبل دخول النار بالشفاعة أو برحمة الله سبحانه وتعالى، وعفوه جل وعلا.
وقسم يدخل النار بمعاصيهم وسيئاتهم ثم بعد ما يمضي عليهم ما شاء الله في النار يخرجون منها بشفاعة الشفعاء، أو برحمة الله سبحانه المجردة من دون شفاعة أحد; لأنه كتب جل وعلا أنه لا يخلد فيها إلا الكفرة، فالنار لا يخلد فيها إلا الكفار.
أما العصاة إذا دخلوها فإنهم يمكثون فيها ما شاء الله ثم يخرجون، هذا هو الذي عليه أهل الحق; من أهل السنة والجماعة أن العصاة لا يخلدون في النار ولكن يمكث فيها من دخلها منهم ما شاء الله ثم يخرجهم الله من النار إلى نهر يقال له نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في (حميل) السيل.
وهؤلاء الذين يخرجون من النار أقسام:
منهم من يخرج بشفاعة النبي ، ومنهم من يخرج بشفاعة غيره من الأنبياء، ومنهم من يخرج بشفاعة الملائكة، ومنهم من يخرج بشفاعة المؤمنين والأفراط، ومنهم من يبقى في النار حتى يخرجه الله برحمته، من دون شفاعة أحد، فإذا شفع الشفعاء وانتهى أمرهم يخرج الله من النار من بقي فيها من بقية أهل التوحيد، الذين ماتوا على بعض السيئات والمعاصي، فيخرجهم سبحانه من النار فضلاً منه ورحمة سبحانه وتعالى. والأصل في هذا قوله تعالى:**إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ**سورة النساء
، مع ما ثبت من الأحاديث الصحيحة عن ذلك.
هذا والصلاة والسلام على رسولنا الهادي الشفيع فينا
فأكثروا من الصلاة والتسليم عليه