تبسيط علوم السلف
ضوابط البحث فى أحكام الشريعة
إعداد
دكتور كامل محمد عامر
مختصر بتصرف من كتاب
الموافقات
فى
اصُول الأحكام
للحافظ أبى اسحاق ابراهيم بن موسى اللخمىّ الغرناطىّ
الشهير بالشاطبىّ
المتوفى سنة790
المسألة الأولى
إن هذه الشريعة المباركة عربية
يقول تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[يوسف: 2] وقال تعالى: { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }[الشعراء: 195] فمن أراد تفهم أحكام الشريعة فمن جهة لسان العرب وعلى معهودها فى ألفاظها وأساليب معانيها فهي تخاطب بالعام يراد به ظاهره وبالعام يراد به العام فى وجه والخاص فى وجه إلى غير ذلك مما هو معلوم فى اللغة فإذا كان كذلك فنصوص القرآن والسنة فى معانيها وأساليبها على هذا الترتيب.
فصل
للغة العربية من حيث هي ألفاظ دالة على معانٍ نظران:
أحدهما من جهة كونها ألفاظ وعبارات مطلقة دَالَّة على معانٍ مطلقة وهى الدلالة الأصلية.
والثاني من جهة كونها ألفاظا وعبارات مقيدة دَالَّة على معانٍ خادمة وهي الدلالة التابعة.
فالجهة الأولى هي التي يشترك فيها جميع الألسنة ولا تختص بأمة دون أخرى فإنه إذا حصل فى الوجود فعل لزيد مثلا كالقيام ثم أراد كل صاحب لسان الإخبار عن زيد بالقيام تأتي له ما أراد من غير كلفة.
وأما الجهة الثانية فهي التي يختص بها لسان العرب فى تلك الحكاية فإن كل خبر يقتضى فى هذه الجهة أمورا خادمة لذلك الإخبار:
وذلك أنك تقول" قام زيد" إن لم تكن هناك عناية بزيد؛ فإن كانت العناية به قلت " زيد قام " وفى جواب السؤال " إن زيداً قام " وفى جواب المنكر لقيامه " والله إن زيدا قام " وفى إخبار من يتوقع قيامه " قد قام زيد أو زيد قد قام " ثم يتنوع أيضا بحسب تعظيمه أو تحقيره إلى غير ذلك من الأمور التي لا يمكن حصرها وجميع ذلك دائر حول الإخبار بالقيام عن زيد فمثل هذه التصرفات التي يختلف معنى الكلام الواحد بحسبها ليست هى المقصود الأصلي ولكنها من مكملاته ومتمماته.
فصـــــــــــل
فعلى هذا الوجه الأخير لا يمكن ترجمة القرآن ونقله إلى لسان غير عربي وعلى الوجه الأول صح تفسير القرآن بأى لغة وبيان معناه للعامة ومن ليس له فهم يقوى على تحصيل معانيه.


المسألة الثانية
هذه الشريعة المباركة أمية لأن أهلها كذلك
والدليل النصوص المتواترة اللفظ والمعنى:
كقوله تعالى: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ }[الجمعة:2]
وقوله تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ }[الاعراف:157]
وفى الحديث "إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ" [ مسلم: كِتَاب الصِّيَامِ؛ بَاب وُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ لِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ]
المسألة الثالثة
العرب كان لها اعتناء ببعض العلوم وكان لعقلائهم اعتناء بمكارم الأخلاق فصححت الشريعة ما هو صحيح وأبطلت ما هو باطل.
فمن علومها علم النجوم وما يختص بها من الإهتداء فى البر والبحر يقول تعالى: { وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } [النحل:16].
ومنها علوم الأنواء وأوقات نزول الأمطار وإنشاء السحاب وهبوب الرياح فبين الشرع حقها من باطلها فقال تعالى: { وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً }[النبأ :14] وقال تعالى: { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ }[الواقعة:82].
ومنها علم التاريخ وأخبار الأمم الماضية وفى القرآن من ذلك كثير قال تعالى: { ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}[آل عمران:44].
ومنها ما كان أكثره باطلا أو جميعه كعلم الكهانة وخط الرمل والضرب بالحصى والطيرة فأبطلت الشريعة ذلك.
ومنها علم الطب فقد كان فى العرب منه شىء مأخوذ من تجارب الأميين غير مبنى على علوم الطبيعة التي يقررها الأقدمون وجاء فى الحديث التعريف ببعض الأدوية لبعض الأدواء وأبطل من ذلك ما هو باطل كالتداوي بالخمر والرقي التي اشتملت على ما لا يجوز شرعاً.
وأما ما يرجع إلى الإتصاف بمكارم الأخلاق فهو أول ما خوطبوا به كقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النحل:90] وقوله تعالى:{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }[الأعراف:33] إلى غير ذلك من الآيات التي في هذا المعنى.
وأبطل لهم ما كانوا يعدُّونه كرماً وأخلاقاً حسنة وليس كذلك كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[المائدة:90] لأن الخمر كانت عندهم تشجع الجبان وتبعث البخيل على البذل وتنشط الكسالى والميسر كذلك كان عندهم محموداً لما كانوا يقصدون به من إطعام الفقراء والمساكين والعطف على المحتاجين وقد قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِوَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}[البقرة:219] والشريعة كلها إنما هي تَخَلُّق بمكارم الأخلاق.
فصــــــــــل
ما تقرر من أمية الشريعة وأنها جارية على مذاهب أهلها وهم العرب ينبني عليه قواعد.
منها أن كثيرا من الناس تجاوزوا فى الدعوى على القرآن وأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أوالمتأخرين من علوم الطبيعيات والتعاليم والمنطق وأشباهها وهذا إذا عرضناه على ما تقدم لم يصح فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين لم يبلغنا أنه تكلم أحد منهم فى شىء من هذا فليس بجائز أن يضاف إلى القرآن ما لا يقتضيه كما أنه لا يصح أن ينكر منه ما يقتضيه ويجب الإقتصار فى الإستعانة على فهمه على كل ما يضاف علمه إلى العرب خاصة فبه يوصل إلى علم
ماأودع من الأحكام الشرعية
فمن طلبه بغير ما هو أداة له ضل عن فهمه وتقول على الله ورسوله فيه والله أعلم وبه التوفيق.

ومنهاأنه لابد فى فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهمفإن كان للعرب فى لسانهم عرف مستمر فلا يصح العدول عنه فى فهم الشريعة وإن لم يكن ثم عرف فلا يصح أن يجرى فى فهمها على ما لا تعرفه.
ومنها أن الممدوح من كلام العرب ما كان بعيدا عن تَكَلُّف الاصطناع وإذا كان كذلك فلا يستقيم للمتكلم فى كتاب الله أو سنة رسول الله أن يتكلف فيهما فوق ما يسعه لسان العرب.
ومنها أن الناس فى الفهم ليسوا على وزان واحد ولم يكونوا بحيث يتعمقون فى كلامهم ولا فى أعمالهم إلا بمقدار ما لا يخل بمقاصدهم ولذلك يلزم أن ينزل فهم الكتاب والسنة بحيث تكون معانيه مشتركة لجميع العرب. فالحاصل أن الواجب إجراء الفهم فى الشريعة على وزان الاشتراك الجمهوري الذى يسع الأميين كما يسع غيرهم.
ومنها أن تكون التكاليف الاعتقادية والعملية مما يسع الأمىّ تعقلها ليسعه الدخول تحت حكمها.
أما الإعتقادية بأن تكون من السهولة على العقل بحيث يشترك فيها الجمهور فإنها لو كانت مما لا يدركه إلا الخواص لم تكن الشريعة عامة ولزم بالنسبة إلى الجمهور تكليف ما لا يطاق وعلى هذا فالتعمق فى البحث فيها وتطلب ما لا يشترك الجمهور فى فهمه خروج عن مقتضى وضع الشريعة الأمية.
وأما العمليات فمن مراعاة الأمية فيها أن وقع تكليفهم بالجلائل فى الأعمال بحيث يدركها الجمهور كما عَرَّف أوقات الصلوات بالأمور المشاهدة لهم كتعريفها بالظلال وطلوع الفجر والشمس وغروبها وغروب الشفق ولم نطالب بحساب مسير الشمس مع القمر فى المنازل لأن ذلك لم يكن من معهود العرب ولا من علومها ولدقة الأمر فيه وصعوبة الطريق إليه فلا يصح الخروج عما حدّ فى الشريعة.

المسالة الرابعة
للكلام من حيث دلالته على المعنى اعتبارين:
· من جهة دلالته على المعنى الأصلى.
· ومن جهة دلالته على معانٍ زائدة على المعنى الأصلي.
فالوجه الذى تستفاد منه الأحكام يختص بجهة المعنى الأصلي وأما جهة المعنى التبعي فلها أيضاً دلالة زائدة على المعنى الأصلي و هي آداب شرعية وتخلقات حسنة ولهذا أمثلة:
أحدهاأن القرآن حين أتى بالنداء من الله تعالى للعباد جاء بحرف النداء ثابتا غير محذوف كقوله تعالى: { يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}[العنكبوت:56]وقوله تعالى :{ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [سورة الزمر:10]وفى هذا تنبيه لمن شأنه الغفلة بناء على أن حرف النداء للتنبيه فى الأصل وهو العبد وفيه أيضاً دلالة على ارتفاع شأن المنادى وأنه منزه عن مداناة العباد.
فإذا أتى بالنداء من العباد إلى الله تعالى جاء من غير حرف نداء ثابت بناء على أن حرف النداء للتنبيه فى الأصل والله منزه عن التنبيه؛ وأيضا فإن أكثر حروف النداء للبعيد ومنها "يا" وقد أخبر الله تعالى أنه قريب من الداعي لقوله تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186]فحصل من هذا التنبيه على أدبين: أحدهما ترك حرف النداء والآخر استشعار القرب.
والثاني أن نداء العبد للرب نداء رغبة وطلب لما يصح شأنه فأتى فى النداء القرآني بلفظ الرب فى عامة الأمر تنبيهاً وتعليماً لأن يأتي العبد فى دعائه بالإسم المقتضى للحال المدعو بها وذلك أن الرب فى اللغة هو القائم بما يصلح المربوب فقال تعالى فى معرض بيان دعاء العباد: { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ } [البقرة:286]
والثالث أنه أتى فيه الكناية فى الأمور التي يستحيا من التصريح بها كما كنى عن الجماع باللباس والمباشرة وعن قضاء الحاجة بالمجىء من الغائط فاستقر ذلك أدبا لنا استنبطناه من هذه المواضع.
والرابع أنه أتى فيه بالالتفات الذي ينبىء فى القرآن عن أدب الإقبال من الغيبة إلى الحضور بالنسبة إلى العبد إذا كان مقتضى الحال يستدعيه كقوله تعالى:{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2}الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4}} ثم قال تعالى: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وتأمل فى هذا المساق معنى قوله تعالى: { عَبَسَ وَتَوَلَّى {1} أَن جَاءهُ الْأَعْمَى {2}}[عبس:1،2] حيث عوتب النبى صلى الله عليه وسلم بهذا المقدار من هذا العتاب لكن على حال تقتضى الغيبة التي شأنها أخف بالنسبة إلى المعاتب ثم رجع الكلام إلى الخطاب إلا أنه بعتاب أخف من الأول ولذلك ختمت الآيات بقوله تعالى :{ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}[عبس:11].
والخامس الأدب فى ترك التنصيص على نسبة الشر إلى الله تعالى وإن كان هو الخالق لكل شىء كما قال تعالى:{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[آل عمران:26] ولم يقل بيدك الخير والشر وإن كان قد ذكر القسمين معا حتى جاء فى الحديث عن النبى صلى الله عليه سلم "لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ‏" ‏[صحيح مسلم –كتاب صلاة المسافرين باب الدعاء فى صلاة الليل]وقال إبراهيم عليه السلام: { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ {78} وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ {79} وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ {80} }[الشعراء:78] فنسب إلى رب العالمين الخلق والهداية والإطعام والسقي والشفاء والإماتة والإحياء وغفران الخطيئة دون ما جاء في أثناء ذلك من المرض فإنه سكت عن نسبته إليه.
والسادس الأدب في المناظرة كما في قوله تعالى: { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }[سبأ:24] وقوله تعالى:{ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ }[الزخرف:81] وقال تعالى:{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ }[هود:35]
فإذا كان كذلك ظهر أن الجهة الثانية يستفاد بها أحكام شرعية وفوائد عملية ليست داخلة تحت الدلالة بالجهة الأولى.