ست قواعد لمعرفة الإعتقاد الصحيح بالدليل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلاة على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أما بعد :
فإن تدارس مسائل الاعتقاد من أهم ما يكون ؛ لأن العلم يشرف بمتعلقه وهو هنا (الاعتقاد الصحيح) الذي يجب على كل مسلم أن يعتقده ؛ وبيان حقوق الله تعالى على العبيد ؛ وكذلك يشرف بمعرفة ثمرته وهي هنا (النجاة من النار والفوز بدخول الجنة) ..
ومن ثمراته الدنيوية (معرفة الحق والباطل) فيما يخوض فيه الخائضون ..
فأي أهمية تفوق هذا الموضوع العظيم !!!

وقد أحببتُ أن أشارك في هذا المنتدى بما تيسر لي ؛ وكان منه هذا المختصر والمعتصر المفيد النافع ..
أسأل الله تعالى أن يكون مثل ما قلتُ ..

وقد رتبته على حسب ما سنح لي ؛ فأتى في ست قواعد صحيحة المباني سلفية المعاني ؛ فخذ العذب الهني الصافي ..

قواعد معرفة الإعتقاد الصحيح :

1- المصدر الوحيد هو الكتاب والسنة .
قال تعالى (فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) .
وقال النبي صلى الله عليع وسلم (وقد تركتُ فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتُم به) أخرجه مسلم ؛ من حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم .

2- الفهم للوحيين ؛ إنما هو بفهم الصحابة رضي الله عنهم .
قال تعالى (فَإِنْ ءَامَنُواْ بِمَثَلِ مَا ءَامَنتُمْ بِهِ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ ) سورة البقرة آية (137) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الفرقة الناجية هي (ما أنا عليه اليوم وأصحابي) أو كما قال .
وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقه، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. كلها في النار إلاَّ واحدة ؛قيل من هم ؟ قال : ما أنا عليه اليوم وأصحابي ). أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم وابن حبان وغيرهم .

3- النقلة والرواة للوحيين هم أهل السنة (العدول الأثبات) بالأسانيد الصحيحة (متواتر أو آحاد) .
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ..) فأمر بالتبين في خبر الفاسق ؛ فدل على قبول خبر الثقة .
وقال محمد بن سيرين (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم) أخرجه مسلم .

4- اعتبار الإجماعات التي تقرر الأصول وترد المحدثات .
قبول الإجماع الذي يوافق الحق ويقرره هو من قبول الحق (والحكمة ضالة المؤمن) .
والخير في موافقة من هو خير منك ديناً وأسبق إيماناً (وهم الصحابة رضي الله عنهم) ..
وذلك إنما يكون : (فيما هو اجتهاد لا يخالف نصاً) .
ولن أذكر الآية (ومن يشاقق الرسول ...) دليلاً على الإجماع تقليداً للامام الشافعي ؛ لأنها ليست صريحة في هذا .
وكذلك لن أذكر حديث (لا تجتمع أمتي على ضلالة) لأنه ضعيف .

5- التقليد للنصوص وفهم الصحابة واجب (لأن الدين اتباع) ؛
وتقليد المشايخ والناس في العقائد لا يجوز بل هو كفر (فلابد من معرفة الحق بدليله) .
والدليل عليه قوله تعالى (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) .
وقوله تعالى (فاعلم انه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ...) الآية .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من مات وهو يعلمُ أنَّه لا إلهَ إلَّا اللهُ دخل الجنَّةَ) أخرجه مسلم .
والدليل عليه أيضاً أن المنافق أو المرتاب يقول في قبره (هاه هاه ؛ لا أدري ، سمعتُ الناس يقولون شيئاً فقلته) الحديث .

والبعض قد يشكل عليه (أن المعتزلة يحرمون التقليد في العقائد) ...
فيظن المسكين على فهمه السقيم ؛ أنهم يعنون (معرفة الأدلة الشرعية) !!!
وهؤلاء الملاعين (المعتزلة) إنما يعنون (الأدلة العقلية ؛ والنظر في علم الكلام) فهذا مقصدهم أخزاهم الله .
ويسمون (أي المعتزلة : اتباع النصوص من الكتاب والسنة تقليداً) !!!!!!!!!!
كبرت كلمة تخرج من أفواههم ؛ قاتلهم الله أنى يؤفكون ..

ولهذا اشتد نكير السلف عليهم ؛ وقالوا بوجوب (التقليد والاتباع) للنصوص الشرعية من الكتاب والسنة ..
فدين النبي محمد صلى الله عليه وسلم أخبار ؛ نعم أخبار أخبار أخبار ...
رداً على هؤلاء المعتزلة الملاعين وأهل البدع المنحرفين ...

6- تعريف المبتدع هو : من أحدث عقائد جديدة لا يعرفها الصحابة ؛
مثل (عقيدة التكفير بالمعاصي) .
ومثل (عقيدة تفضيل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أبي بكر وعمر) .
ومثل (عقيدة تأليه علي بن أبي طالب من دون الله تعالى) .
ومثل (عقيدة نفي القدر والزعم بأن الأمر أنف) .
ومثل (عقيدة أن الإيمان هو مجرد القول فقط دون العمل) .
ومثل (عقيدة نفي الصفات وتأويلها وتفويضها وتحريفها ... وما شابهها) .

هل فهمتَ ضابطها ؟
الجواب : إنها كلها (مسائل علمية اعتقادية) .
ليس منها (قد استحل شرب الخمر كما فعل قدامة بن مظعون ؛ وليس منها قد كفَّر فلاناً من الناس ... إلخ)
بل هي كلها عقائد تنظيرية وهو مخالفة لعقيدة الصحابة رضي الله عنها .
ولهذا فهم يقولون عن (أهل البدع) إنهم (يعتقدون بأشياء محدثة) اعتقاداً جازماً بغير دليل ولا برهان !!!
ثم إذا طولبوا بالدليل أخذوا يبحثون في المتشابه ؛ ليبرروا لأنفسهم ضلالهم ..
فيقول أهل السنة (استدل ثم اعتقد) فهذا هو المنهج الصحيح ..

تنزيل حكم الابتداع على الأشخاص ؟
فمن تحققت منه وجود شيء من هذه (العقائد المحدثة) فهو مبتدع ولا كرامة ..
فتصفه قائلاً له وعنه (هذا مبتدع) ولا تخف من أحد إلا الله تعالى .

وتنزل عليه (أقوال السلف في عدم محادثتهم وسماع كلامهم أو مجالستهم وكذلك التحذير منهم) ..
ولكي تفهم وتعي المراد من كلام السلف فيما يتعلق بها :
(أنك حينما تجالس قدرياً ينفي القدر وأن الله تعالى لم يقدر الأقدار فماذا تظن أنه سوف يدعوك إليه ؟؟!!
لا شك أنه سوف يدعون إلى بدعته هذه ؛ ويطلب منك (نفي القدر) !!! .. فاحذر منه ...
فهل عرفت الآن من هو (((( المبتدع ))))) ...
الذي حذرنا منه السلف الصالح رحمهم الله وأثابهم الجنان على نصحهم وخوفهم علينا ..
فخذ هذا التأصيل واستمسك به وعض عليه بالنواجذ (فقلما تجد من يحرره هكذا أو يفهمه) ..
فتعلم دينك بفهم ثاقب وإدراك حاضر ؛ وكن مستبصراً تهتدي ..

اللهم اهدنا سبل السلام وجنبنا المعاصي والبدع والآثام ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .