وجـــــع





وجـــــع  Images?q=tbn:ANd9GcThUU2OVGKo7LwWJxyOR5f9BBYG6P4q_8PBZsR9TyKVv5rK1c8UUg

جميعنا لدينا من الأحزان ما يكفي , ومن الأوجاع ما يصهر الثلوج , فإذا تسائلت الآن عن كم عدد الأشخاص الذين يحملون أوجاع بقلوبهم ؟ أجد الكثيرون يسرعون برفع أصابعهم .
إن كان الجميع مجني عليهم فأين الجاني ؟ أتسائل مستنكرة ما كمية القلوب الكثيرة المتواجدة علي وجه الأرض التي تحوي بداخلها أهات ؟ ما كمية تلك القلوب المتناثرة علي قمة الكرة الأرضية الآيلة للسقوط والقريبة الي الموت ؟
عندما أجلس مع أحدهم اجد الكثير يسرد لي عن كمية الآهات والآنين التي يحملها قلبه , فأضحك بيني وبين نفسي متسائلة من الجاني إذا , إن كان الجميع مصاب وليس بمصيب ؟
أستغرب نفسي عندما أجدني أتحول في بعض الأوقات , نعم أتحول , أري الكثير ينظر إلي بعين متسائلة كيف أتحول ولما ؟
لا أعلم لما أتحول ولكني بعد كل مرة أتحول بها أجلس مع نفسي متحدثة إليها متسائلة لما أنتي هكذا منافقة يا أنا ؟ لما تتحولين ؟ أذكري لي سبباً واحداً يدعوكي لكل هذا التحول اللعين الذي يطرأ عليكي في بعض الأحيان . لا لست ببعض الأحيان , ولكني دائما متحولة , وقتما أجلس مع الآخرين أرتدي قناعي اللعين الذي سيقتلني بلعنته يوماً ما , أعلم ذلك ولكني وقتما أتحول لا أعي كل هذا , أعيه متأخراً وقتما الإختلاء بنفسي ومراجعة ما كان يجري ومحاسبتها علي فعلتها اللعينة هذه .
أتحول وأغير جلدي أظهر للجميع ما ليس بي , أظهر الفرح في عيني وبقلبي , كم انا بارعة في التمثيل , نعم أجيد التمثيل جيداً , ولولا أن التمثيل في بلدي عيب علينا لتقدمت وأثبت جدارتي في هذا النطاق , التمثيل حرام ومعاب في بلادنا ولكنه محلل للمشاهده , فالجميع يشاهد ويصفق للممثل ويرددون هذا بارع وهذا فاشل , يحزنون إن سرق الموت منهم ممثل أحبوه , ينتظرون بالساعات موعد الحلقة الجديدة من المسلسل الفلاني , ويا ويلهم لو نسوا موعد الحلقة , يستمرون في معاتبة أنفسهم , كيف لكي أن تنسي الموعد , يا لكي من غبية متناسية حمقاء .
ولكنهم يمكنهم نسيان ربهم بالسنوات دون أن يشعروا انهم مقصرين في حقه , دون أدني معاقبة منهم لتلك النفس التي نسيت يوما ما وقت حلقة المسلسل المفضل لهم .
حمقاء يا أنا تسرعين وراء التفاهات وتتذكرين ما لا ينفع ولا يضر وتعملي علي عدم تناسيكي مواعيد تظنيها في غاية الأهمية , وتتناسي موعد وقوفك بين يدي الله , كيف لكي أن تتذكري ما لا يضر ولا ينفع وتحرصي علي عدم نسيانه , وتتناسي رب الأرض , من بيده ملكوت كل شئ , من إذا أراد ان يقلب الكرة الأرضية رأساً علي عقب لفعل , من إذا أراد أن يجعل الأرض فوق والسموات السبع موضعها لحدث
أجدني في بعض الأحيان غير مستوعبة لتلك الحالة التي أنا بها , أضحك ودموعي تسيل كالبحور , كأمطاراً هاوية , إن سقطت من السماء علي وجه الأرض لأغرفت بيوتاً وأهدرت أرواحاً لا ذنب لهم سوي أنهم يعيشون وسط عالم منافق بكل ما تحمله الكلمة من معني .
نعم منافقين , نجيد إرتداء الأقنعة وإقناع من حولنا أننا أقوياء , وفي الحقيقة جميعنا يحتاج إلي قلب يحتويه ويضمم جراحه التي لا تقوي علي الإلتئام , حين نجتمع مع العالم الخارجي نظهر ما ليس بنا ونرتدي ما لدينا من أقنعة , نحرص علي إرتداء أكبر عدد من الأقنعة علي قدر الإمكان , ولكننا وقتما نرحل نراقب أعين الأخرين هل من متابع لنا أم يمكننا الآن خلع تلك الأقنعة وإلقائها أرضاً ؟
تلك الأقنعة التي أهدرت قلوبنا وجعلتنا علي حافة السقوط من أعلي سفاح جبال التمثيل إلي قاع الحقيقة المؤلمة التي أفقدتنا لذة الإستمتاع بالحياة وما فيها .